
بلومبرغ
تتطلع شركة "طيران الهند" (Air India) لشراء طائرات من "بوينغ" كانت رفضتها شركات طيران صينية، بحسب أشخاص مطلعين، لتنضم بذلك إلى قائمة شركات الطيران الآسيوية التي تسعى للاستفادة من الحرب التجارية الدائرة بين الولايات المتحدة والصين.
تُخطط الشركة التابعة لـ"تاتا غروب" (Tata Group)، والتي تحتاج بشكل عاجل إلى تعزيز أسطولها لتسريع وتيرة إعادة هيكلتها، للتواصل مع "بوينغ" بشأن الحصول على طائرات كانت شركة صناعة الطائرات الأميركية تستعد لتسليمها لشركات صينية قبل أن تعرقل الرسوم الجمركية المتبادلة تلك التسليمات، وفقاً لما أفاد به المطلعون على مناقشات جرت داخل الشركة الهندية، وفضّلوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لخصوصية المعلومات.
شركة الطيران مهتمة أيضاً بالحصول على مواعيد تسليم مستقبلية إذا ما أصبحت متاحة، وفق الأشخاص المطلعين. وقد كانت الشركة استفادت من تراجع الطلب الصيني في السابق؛ إذ تسلمت حتى مارس الماضي 41 طائرة من طراز "737 ماكس" صُنعت في الأصل لصالح شركات صينية. تأجل تسليم هذه الطائرات في وقت سابق بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، من بينها مشاكل في بطاريات الليثيوم الخاصة بأجهزة تسجيل الصوت في قمرة القيادة.
رفض متحدثون باسم "طيران الهند" و"بوينغ" التعليق، فيما أفادت وكالة "برناما" بأن "ماليزيا أفييشن غروب" (.Malaysia Aviation Group Bhd) تجري أيضاً محادثات مع "بوينغ" بشأن مواعيد تسليم شاغرة تخلّت عنها شركات صينية.
رفض الصين لطائرات "بوينغ"
كانت "بلومبرغ نيوز" قد ذكرت الأسبوع الماضي أن الحكومة الصينية أبلغت شركات الطيران بعدم قبول طائرات من "بوينغ"، وذلك بعد فرض بكين رسوم جمركية متبادلة تصل إلى 125% على البضائع المصنّعة في الولايات المتحدة. في وقت صدور القرار، كانت نحو 10 طائرات جاهزة للتسليم، في حين أُعيد بعض طائرات "737 ماكس" الموجودة في الصين إلى الولايات المتحدة.
سوف تُشكل الطائرات التي تم تصنيعها فعلياً، أو التي دخلت حيز الإنتاج تحدياً للمشترين المحتملين؛ إذ غالباً ما تكون مقصوراتها الداخلية قد تم تجهيزها وفقاً لمتطلبات العميل الأصلي، فضلاً عن أن جزءاً من مدفوعات الشراء قد تم بالفعل.
الاهتمام المتزايد من قبل شركات الطيران غير الصينية من المرجّح أن يُخفف وطأة التأثير الفوري على "بوينغ"، التي تُعد من أبرز المصدرين الأميركيين، في حال استمرار النزاع التجاري. ومع ذلك، قد يُعقّد هذا الصراع الجهود المبذولة لإغلاق ما يُعرف بـ"المصنع الظلّي" المخصص لتخزين طائرات "737" هذا الصيف. من المتوقع أن تُصدر "بوينغ" تحديثاً حول الوضع ضمن نتائجها الفصلية هذا الأسبوع.
منحت التوترات بين واشنطن وبكين أفضلية لشركة "إيرباص" الأوروبية على حساب "بوينغ" في السوق الصينية خلال السنوات الأخيرة. وعلى المدى الطويل، يهدد العامل الجيوسياسي بإقصاء "بوينغ" من واحد من أكبر أسواق الطيران في العالم.
المنافسة في السوق الهندية
أشار الأشخاص المطلعون إلى أن "طيران الهند" مهتمة بالحصول على المزيد من طائرات "ماكس" ضيقة البدن لصالح وحدتها منخفضة التكلفة "إير إنديا إكسبرس"، ضمن مساعيها لمنافسة شركة "إنترغلوب أفييشن" (.InterGlobe Aviation Ltd) المشغّلة لشركة "إنديغو" (IndiGo)، وهي أكبر شركة طيران في الهند.
بحسب تقارير سابقة لـ"بلومبرغ"، كانت "طيران الهند" على وشك تسلُّم نحو تسع طائرات إضافية من طراز "737" المخزنة بحلول يونيو، ليصل إجمالي عدد الطائرات المستلمة إلى 50 وحدة. كان من المتوقع أن ينفد هذا المخزون في غضون أشهر، إلا أن تصاعد النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة قد يُطيل أمد هذا الزخم لصالح "طيران الهند".
يُعاد طلاء هذه الطائرات عادةً في مدينة بنغالور، وتعتزم "إير إنديا إكسبرس" إزالة مقاعد درجة الأعمال، واستبدالها بمقاعد الدرجة الاقتصادية بحلول أبريل 2026، إلا أن التقدم في هذه العملية يعاني من تباطؤ بسبب مشكلات في سلاسل التوريد، وفقاً لما ذكره المطلعون.
أما الطلبيات المتبقية وعددها 140 طائرة ضيقة البدن ضمن طلبية "طيران الهند" التي وضعتها في عام 2023، فلن يبدأ تسليمها قبل مارس 2026، ما يُعرّض الشركة لخطر التراجع أمام منافستها "إنديغو" إذا لم تتمكن من تأمين طائرات "بوينغ" المتاحة حالياً.
كما أن وتيرة نمو "طيران الهند" مهددة بالتباطؤ بسبب برنامج تحديث للأسطول سيُخرج بعض الطائرات مؤقتاً من الخدمة، فضلاً عن خطط لإحالة بعض طرازات "إيرباص" إلى التقاعد. كان الرئيس التنفيذي كامبل ويلسون قد صرح الشهر الماضي بأن الشركة تحاول اجتذاب المسافرين عبر تخفيض الأسعار، في مسعى لتعويض تأخر تحديث المقصورات.