
الشرق
أنهى مؤشر السوق المالية السعودية آخر جلسات الأسبوع بأفضل أداء بين نظرائه في المنطقة، مدعوماً بتعافي الأسواق العالمية بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعليق الرسوم الجمركية على عشرات الدول التي لم ترد بإجراءات انتقامية.
أغلق مؤشر "تاسي" مرتفعاً 3.7% عند 11502 نقطة، وهو أكبر ارتفاع يومي منذ مارس 2020، مع صعود القطاع المصرفي بنسبة 4.3% والطاقة بنسبة 2.6% والمواد الأساسية بنسبة 3%، والمرافق العامة بنسبة 4.3%، والاتصالات بنسبة 2.1%. لكن المؤشر تكبد خسارة أسبوعية بنسبة 3.2%. وبلغت السيولة خلال جلسة اليوم حوالي 8 مليارات ريال.
ومن بين الأسهم القيادية، صعدت أسهم "مصرف الراجحي" بنسبة 3.2% إلى 97.6 ريال، و"أرامكو" بنسبة 2.6% إلى 26 ريالاً، و"سابك" بنسبة 0.8% إلى 60.6 ريال، و"البنك الأهلي" بنسبة 5.5% عند 33.7 ريال، و"أكوا باور" بنسبة 4.8% عند 330.6 ريال، "الاتصالات السعودية" (stc) بنسبة 1.3% إلى 45.3 ريال.
أشار محمد زيدان، المحلل المالي الأول في "الشرق" إلى أن إغلاق اليوم فوق 11500 نقطة بالغ الأهمية، ويؤهل السوق لاختبار مستوى 12250 نقطة خلال الجلسات المقبلة، كما يُعد إشارة إيجابية لتعاملات الأسبوع المقبل.
وفي تعليقه على مستويات السيولة، قال إبراهيم الهندي، الباحث الاقتصادي في "مركز أبحاث الأسواق العربية" خلال مقابلة مع "الشرق" إن "السيولة في المملكة تتحرك بسرعة في حالة وجود فرص جيدة للدخول في مراكز. نزول السوق المتسارع خلال الأسبوع أدى لظهور سيولة ساخنة تمركزت في القطاع المصرفي والقطاعات الدفاعية. وصعود اليوم حقق ربحية لهذه السيولة".
تحول مفاجئ ينعش الأسواق
في تحول مفاجئ، أعلن ترمب تعليق الرسوم الجمركية الانتقامية على عشرات الدول لمدة 90 يوماً مع استمرار فرض الرسوم الأساسية بنسبة 10%، ما دفع أسواق السلع والأسهم إلى تعويض بعض الخسائر التي مُنيت بها منذ مطلع الشهر الجاري.
لكن الرئيس الأميركي رفع في نفس الوقت الرسوم الجمركية على الصين إلى 125% بأثر فوري، بعدما ردت الصين أمس بفرض تعريفة تصل إلى 84% على السلع الأميركية.
قال تشو مي، المحلل في "معهد كايوس للأبحاث" في شنغهاي لـ"بلومبرغ" إنه "نظراً لعدم وجود مؤشرات على تهدئة وشيكة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، من غير المرجح أن يتحوّل الارتداد الأخير إلى انعكاس مستدام في الاتجاه".
بعد القرارات، ارتفعت أمس الأسهم الأميركية وسجّلت الأسهم الآسيوية أكبر ارتفاع لها منذ أكثر من عامين وكذلك ارتفعت الأسهم الأوروبية وأسعار السلع.
لكن أسعار النفط واصلت التقلب إذ يجري تداول خام برنت دون 65 دولاراً للبرميل.
أسهم البنوك تدعم المؤشر
اقترب مؤشر قطاع المصارف السعودية من 12500 نقطة، بعدما سجلت أسهمه مكاسب تراوحت بين 2.4% و8%، بقيادة سهم "مصرف الراجحي" -صاحب أكبر وزن على المؤشر- الذي دعم "تاسي" بأكبر عدد من النقاط خلال جلسة اليوم.
وقال زيدان إن آفاق القطاع المصرفي إيجابية خاصة بعدما "تراجع معدل سايبور للإقراض بين البنوك السعودية لثلاثة أشهر مرة أخرى عند أدنى مستوى خلال شهر وهو ما يدعم ربحية البنوك بفعل انخفاض تكلفة التمويل، كما يشير إلى أن السيولة أصبحت متوفرة في الأسواق في الوقت الحالي".
وتوقع أن يكون الارتداد الذي رأيناه من مستوى 12 ألف نقطة "إشارة إيجابية على المدى القصير".