
الشرق
انخفض مؤشر سوق الأسهم السعودية عند الإغلاق في جلسة متقلبة اليوم الأربعاء، ليخسر المكاسب التي سجلها خلال التداولات، بعدما أعلنت الصين زيادة الرسوم الجمركية على السلع الأميركية رداً على تطبيق الولايات المتحدة جمارك بنسبة تصل إلى 104% على بكين.
أنهى مؤشر "تاسي" التعاملات منخفضاً 1.83% عند 11096 نقطة مع هبوط جميع القطاعات في السوق، إذ خسر قطاع البنوك حوالي 2% والمرافق العامة 4.8% والطاقة 0.8%.
ومن بين الأسهم القيادية، هبط سعر سهم "مصرف الراجحي" بنسبة 1.8% إلى 94.6 ريال، و"أرامكو" بنسبة 0.2% إلى 25.35 ريال، و"سابك" بنسبة 0.8% إلى 60.1 ريال، و"أكوا باور" بنسبة 3.4% إلى 315.4 ريال، و"الاتصالات السعودية" (stc) بنسبة 0.7% إلى 44.7 ريال.
أرجع يوسف قسنطيني، كبير مديري المحافظ الخاصة في "وثيق المالية"، التقلبات التي تشهدها السوق إلى المعنويات السلبية، مشيراً إلى وجود فرص في السوق لكنها تتطلب التركيز وضبط الأعصاب.
وخلال مداخلة مع "الشرق"، قال قسنطيني: "الوضع الحالي في السوق السعودية متأثر بالتوتر فقط، لكن وضع الشركات ممتاز والاقتصاد متين. وهناك مؤشرات على تراجع الرغبة في الدخول الآن إلى السوق بسبب القلق من التعريفات الجمركية. لكن أعتقد أن هناك فرصاً في السوق السعودية للمستثمر الذي يستطيع يضبط أعصابه ويركز على الشركات ذات النمو المستقبلي".
رسوم ترمب تواصل إرباك الأسواق
بدأت الولايات المتحدة اليوم تطبيق رسوم جمركية إضافية على الصين ترفع نسبة الرسوم الإجمالية إلى 104% على السلع الصينية مما دفع بكين إلى الرد عبر رفع زيادة التعريفات الجمركية على السلع الأميركية إلى 84%.
وصرّح رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ أن بلاده تملك أدوات سياسة كافية "لمعادلة الأثر السلبي للصدمات الخارجية".
استمرت تقلبات مؤشرات الأسهم الأميركية أمس لليوم الرابع، إذ أغلق مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) متراجعاً بنسبة 1.6% أمس الثلاثاء، لتتجاوز خسائره 10% منذ أن أعلن ترمب عن تفاصيل الرسوم الجمركية الأربعاء الماضي، كما تراجعت العقود الآجلة للمؤشرات الأميركية في حدود 2%.
وبالنسبة لأسواق الأسهم الآسيوية، سجلت مؤشرات الأسهم الصينية مكاسب مفاجئة وعوض مؤشر "هانغ سنغ" في هونغ كونغ خسائره ليغلق على ارتفاع طفيف في حين انخفضت الأسهم اليابانية.
ويسود القلق بين المتعاملين في الأسواق العالمية من احتمال حدوث انهيار في النظام المالي العالمي بفعل التقلبات عبر فئات الأصول المختلفة، ما دفع إلى تكهنات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى تسريع خفض الفائدة لتفادي ركود، على الرغم من استمرار المخاوف التضخمية.
ومع لجوء المستثمرين إلى الملاذات الآمنة، ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 2.2% ليصل إلى 3048 دولاراً للأونصة. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب (تسليم يونيو) في الولايات المتحدة بنسبة 3.2% لتسجل 3087 دولاراً.
أسعار النفط العامل الرئيسي
وعلى صعيد أسعار النفط، انخفض خام "برنت" بنسبة وصلت إلى 4.9% متدنياً عن مستوى 60 دولاراً للبرميل النفسي المهم للمستثمرين، وتعد تلك المرة الأولى التي يصل فيها سعر الخام المعياري العالمي لهذا المستوى منذ فبراير 2021، في حين تراجع خام "غرب تكساس" الوسيط للجلسة الخامسة على التوالي إلى 56.7 دولار للبرميل.
أشار محمد علي ياسين، الرئيس التنفيذي لشركة "أوراكل للاستشارات والاستثمارات المالية"، في مقابلة مع "الشرق" إلى أن العامل الأبرز المؤثر على الأسواق خلال الفترة الحالية هو أسعار النفط، الآخذة في التراجع بفعل المخاوف بشأن نمو الاقتصاد العالمي، في ظل حرب تجارية تستهدف خفض النمو الاقتصادي في الصين، أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وقال نيشيت لاخوتيا، رئيس قسم الأبحاث في "سيكو بنك"، خلال مداخلة مع "الشرق" إن "أسعار النفط يمكن أن تنخفض أكثر إذا لم يتم التوصل لاتفاق بشأن الرسوم الجمركية، وسادت حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، الأمر الذي سيؤثر على النمو العالمي والطلب على النفط لاسيما في الصين.. لدينا أيضاً قرار أوبك+ بزيادة المعروض".
النتائج الفصلية تدعم "المتقدمة للبتروكيماويات"
ارتفع سعر سهم "المتقدمة للبتروكيماويات" بنسبة 1% إلى 28.9 ريال بعدما أعلنت الشركة تحولها لتسجيل أرباح قدرها 72 مليون ريال في الربع الأول من العام الجاري مقابل خسائر قدرها 58 مليون ريال قبل عام و288 مليوناً في الربع الأخير من العام الماضي.
وعزت الشركة التحول للربحية إلى نمو الإيرادات بفضل زيادة حجم المبيعات بنسبة 3% وارتفاع صافي أسعار المبيعات بنسبة 4%.
وتتوقع الشركة أن تزيد إيراداتها بما يتراوح بين 1.5 مرة إلى الضعفين بفضل زيادة إنتاج البولي بروبلين، وذلك بناء على الأسعار السائدة، وللتأثير الإيجابي للرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين، بحسب فهد سالم المطرفي، الرئيس التنفيذي للشركة في مقابلة مع "الشرق".