التضخم التركي يتباطأ للشهر العاشر خلال مارس إلى 38.1%

البيانات لا تشمل أي تأثيرات للاضطرابات السياسية الناجمة عن احتجاز أحد قادة المعارضة

time reading iconدقائق القراءة - 5
متسوقون في شارع الاستقلال، إسطنبول، تركيا - بلومبرغ
متسوقون في شارع الاستقلال، إسطنبول، تركيا - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تباطأ معدل التضخم السنوي في تركيا بشكل أكبر من المتوقع في مارس، رغم أن البيانات لا تشمل تأثيرات الاضطرابات السياسية والاقتصادية الأخيرة الناجمة عن احتجاز أحد قادة المعارضة.

نمو الأسعار السنوي في مارس سجل 38.1%، مقابل 39.1% في فبراير، حسبما قالت هيئة الإحصاء التركية (تركستات) يوم الخميس. فيما بلغ أوسط التوقعات في استطلاع أجرته بلومبرغ لخبراء اقتصاديين 38.7%.

ورغم استمرار تباطؤ التضخم السنوي للشهر العاشر، فمن المتوقع أن يتجاهل البنك المركزي التركي هذا الانخفاض، ويركز على مخاطر ارتفاع الأسعار المباشرة الناجمة عن الاضطرابات السياسية.

رأي "بلومبرغ إيكونوميكس" 

"البيانات المتعلقة بالتضخم في تركيا لشهر مارس التي جاءت أفضل مما كان متوقعاً لن تستمر. نتوقع أن يكون لتقلبات الليرة التي بدأت في 19 مارس مع احتجاز عمدة إسطنبول المنتخب، أكرم إمام أوغلو، تأثير قوي على بيانات شهر أبريل، مما سيسهم في زيادة أكبر للأسعار في المستقبل. ومع ذلك، ما زلنا نتوقع أن يقوم البنك المركزي بتخفيف الظروف المالية على المدى المتوسط". 

سيلفا بهار بازيكي  المحللة الاقتصادية المتخصصة في شؤون تركيا لدى "بلومبرغ" 

 

 

أدى احتجاز رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، المنافس الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان، واعتقاله رسمياً في أواخر الشهر الماضي، إلى موجة بيع في الأسواق، إذ انخفضت الليرة بنسبة 11% في 19 مارس. وعوضت الليرة معظم خسائرها جزئياً بفضل قيام البنك المركزي بضخ أكثر من 25 مليار دولار في الأسواق، وفق حسابات "بلومبرغ إيكونوميكس".

المركزي يتدخل لوقف تدهور الليرة

تدخل البنك المركزي  التركي بشكل غير متوقع في 20 مارس ورفع سعر الفائدة على الإقراض لليلة واحدة بمقدار 200 نقطة أساس إلى 46%. لكنه أبقى سعر الفائدة الرئيسي -سعر إعادة الشراء لأجل أسبوع- دون تغيير عند 42.5%. 

قال إركين إيسيك، كبير الاقتصاديين في بنك قطر الوطني لـ"بلومبرغ": "تأثير تراجع قيمة الليرة التركية قد يظهر بشكل أقوى في أرقام التضخم لشهر أبريل، وقد يتوقف تراجع التضخم السنوي أو حتى يغير اتجاهه بشكل طفيف هذا الشهر". و"نتوقع أن يُبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه لشهر أبريل".

ترمب يعلن عن تعريفات جمركية جديدة

في غضون ذلك، أعلن الرئيس دونالد ترمب عن فرض تعريفات جمركية جديدة على جميع المصدّرين إلى الولايات المتحدة، بمعدل أساسي قدره 10%، وهو الأعلى خلال قرن. وستواجه تركيا الحد الأدنى من الرسوم الجمركية البالغ 10%، مما يضعها بين الدول الأقل تضرراً من هذه التعريفات التي تهدف إلى معاقبة الدول التي تحقق فائضاً تجارياً كبيراً مع الولايات المتحدة.

صدّرت تركيا بضائع بقيمة 16.4 مليار دولار إلى الولايات المتحدة في عام 2024، حسب بيانات "تورك ستات"، مما يجعلها الوجهة الثانية الأكبر للصادرات التركية. 

بلغ معدل التضخم الشهري في مارس 2.46%، مرتفعاً من 2.27% في فبراير. وكانت أسعار المواد الغذائية المحرك الرئيسي للتضخم  الشهر الماضي، حيث ساهمت بمقدار 1.23 نقطة مئوية في المعدل الشهري.

تدابير للحد من بيع الليرة وشراء الدولار

اتخذ المسؤولون الأتراك أيضاً عدداً من التدابير لتقليل السيولة المتاحة في النظام المالي في محاولة لضمان عدم بيع السكان المحليين الليرة بكميات كبيرة وشراء الدولار.

لقد حافظت العملة التركية على استقرارها عند 38 ليرة لكل دولار أميركي منذ ذلك الحين. ويُعتبر استقرار العملة عنصراً أساسياً في جهود البنك المركزي لمكافحة التضخم. بدأ البنك المركزي في تقليص تكاليف الاقتراض خلال ديسمبر، وخفضها ثلاث مرات متتالية بمقدار 250 نقطة أساس (2.5%)  إلى 42.5%.

توقعات بتوقف خفض أسعار الفائدة في تركيا

حتى احتجاز إمام أوغلو، كان من المتوقع أن يواصل البنك المركزي التركي خفض أسعار الفائدة خلال الاجتماعات الستة المتبقية للجنة السياسة النقدية هذا العام. لكن ذلك تغير بسرعة خلال الأسبوعين الماضيين، حيث توقعت العديد من البنوك العالمية توقف دورة التيسير النقدي في أبريل بسبب المخاطر التضخمية الناجمة عن الاضطرابات السياسية والتقلبات في الأسواق.

توقع محللون لدى"غولدمان ساكس" أن يرفع البنك المركزي التركي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 350 نقطة أساس (3.5%) في اجتماعه المقرر  في 17 أبريل.

تصنيفات

قصص قد تهمك