
الشرق
واصلت سوق الأسهم السعودية هبوطها اليوم الأربعاء وسط تداولات ضعيفة وتراجع شبه جماعي للمؤشرات الفرعية بقيادة الطاقة. ولم تكد تلتقط أنفاسها من موجة الخسائر بفعل نتائج الشركات المخيبة للتوقعات، حتى تعرضت لضغوط مجدداً نتيجة عودة التوترات في المنطقة والتوقعات المتشائمة لأسعار النفط.
مؤشر "تاسي" تراجع لليوم الثاني بعد ارتفاعه على مدى 3 جلسات، منخفضاً بنسبة 0.7% إلى 11709 نقاط. وتواصل السوق مسارها الهابط منذ منتصف فبراير، متخلية عن جميع مكاسبها المحققة هذا العام، لتسجل تراجعاً بنسبة 2.4%.
ويرى سعد آل ثقفان، عضو مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية، أن "الذي يضغط على البورصة السعودية هو الأخبار المتعلقة بالحروب التجارية التي ضغطت على مجمل الأسواق العالمية وعلى أسعار النفط".
كما أعلنت إسرائيل أمس شن غارات على أهداف قالت إنها تابعة لحركة "حماس"، في خطوةٍ تهدد بتقويض الهدنة الهشة في غزة. وأفاد سكان في القطاع بأن الطيران الإسرائيلي شن غارات متعددة على عدة أجزاء من غزة.
ضعف السيولة
سوق الأسهم السعودية واصلت تداولاتها الضعيفة خلال جلسة الأربعاء، حيث بلغت القيمة المتداولة 4.558 مليار ريال، دون تسجيل تحسن كبير في مستويات السيولة. يأتي ذلك وسط غياب محفزات واضحة تدفع المستثمرين لضخ مزيد من الأموال في السوق.
وقال أحمد الرشيد، المحلل المالي الأول في صحيفة "الاقتصادية"، في مقابلة مع "الشرق": "حتى الآن، لم تشهد السيولة تحسناً كبيراً، ربما بسبب غياب محفزات واضحة تدفع المستثمرين لدخول السوق. فالنتائج المالية التي تم الإعلان عنها لم تتجاوز التوقعات بشكل كبير، مما لم يوفر دافعاً قوياً لضخ مزيد من السيولة".
سهم "أرامكو" تحت الضغط
يستمر التركيز اليوم على سهم "أرامكو" الذي واصل تراجعه لليوم الثالث على التوالي ووصل إلى أدنى مستوى في 5 سنوات. وتراجع السهم اليوم بنسبة 2.15% إلى 25.05 ريال، وسط مخاوف من تأثر إيرادات الشركة باستمرار انخفاض الإنتاج عن الطاقة القصوى وهبوط أسعار النفط العالمية.
تؤثر العوامل الخارجية بشكل كبير على الشركات المصدرة للطاقة، خاصة في فترات عدم اليقين المرتفعة. وفي ظل عدم وضوح تأثير التعرفة الجمركية التي بدأ تطبيق بعضها، بينما سيبدأ البعض الآخر مطلع الشهر المقبل، تزداد حالة الضبابية بشأن مستقبل الأسواق.
ويعتبر الرشيد أن تلك الضبابية "تؤثر على الطلب على المنتجات النفطية والبتروكيماوية، ما يدفع الشركات إلى التحفظ في توقعاتها". مع ذلك، "لا يعني ذلك بالضرورة تراجع أسعار أسهم هذه الشركات، إذ لا تزال تحقق أرباحاً قوية، وتحافظ على مراكز مالية متينة، إلى جانب استمرار قدرتها على توزيع الأرباح، مما ساعد على تماسك أسعار أسهمها".
أظهرت بيانات جمعتها "بلومبرغ" الأسبوع الماضي أن "أرامكو" تستعد لتوريد أقل كمية من النفط إلى الصين منذ 10 أشهر على الأقل، وستشحن الشركة 34 مليون برميل من النفط الخام المحمل في أبريل إلى عملائها في بكين، أكبر مستورد للنفط في العالم، مقارنةً مع 41 مليون برميل في مارس.
ويرى صالح يلماز، محلل النفط لدى "بلومبرغ إنتليجنس"، أن استمرار الحاجة لتخفيضات الإنتاج المقررة ضمن تحالف "أوبك+" جعلت إنتاج "أرامكو" عالقاً عند أقل من 9 ملايين برميل يومياً بفارق كبير عن طاقتها القصوى التي تتجاوز 11 مليون برميل يومياً.
أسعار النفط رزحت تحت الضغط مجدداً اليوم مع هبوط سعر خام برنت (عقود مايو) إلى ما دون 70 دولاراً للبرميل، وتراجع خام غرب تكساس الأميركي (عقود أبريل) إلى 66.25 دولار للبرميل.
وعلى صعيد توقعات أسعار النفط، خفض "غولدمان ساكس" توقعاته لسعر خام برنت إلى نطاق 65 إلى 80 دولاراً للبرميل. وقال دان ستريفن، رئيس أبحاث السلع في البنك، إنهم لم يعودوا يعتبرون 70 دولاراً الحد الأدنى للأسعار، رغم توقعهم بقاء برنت فوقه في الأشهر المقبلة.
جاءت المراجعة بعد تخفيضات مماثلة من "مورغان ستانلي" و"بنك أوف أميركا"، اللذين توقعا استقرار الأسعار في النطاق الأعلى من 60 دولاراً خلال النصف الثاني من العام، بينما رجح "سيتي غروب" و"جيه بي مورغان" إنهاء العام عند النطاق الأدنى أو الأوسط من 60 دولاراً. حتى كبار تجار النفط مثل "فيتول" و"غونفور" خفضوا توقعاتهم.