المصدر:
بلومبرغ
احتل "سيتي غروب" صدارة قائمة أكبر البنوك ترتيباً لإصدارات الاكتتابات العامة في أوروبا خلال العام الجاري، وذلك للمرة الأولى منذ العام 2002، بدعم من إدارة أكبر إدراجات شركات التكنولوجيا في أسواق كازاخستان، وبولندا، وبريطانيا.
ونجح "سيتي غروب" في إزاحة "غولدمان ساكس" الذي احتلَّ المركز الأول العام الماضي، ليتصدَّر القائمة بعد ثلاث سنوات متتالية من احتلاله للمركز الثاني. ولكن وفقاً لبيانات الاكتتابات الأولية في أوروبا، ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا؛ يحتلُّ "غولدمان ساكس" الصدارة من جهة جمع التمويلات، وترتيب الإدراج لأسهم الشركات في أسواق المنطقة.
وعلَّق "سونيل هارغوناني" رئيس أسواق رأس المال في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بسيتي غروب قائلاً : "لقد كان عاماً استثنائياً بالنسبة للسوق"، وأكمل هارغوناني مؤكداً على أنَّ أنواع اكتتابات الطرح العام الأولية كافةً، قد لاقت رواجاً، ومن بينها: الطروحات التي تستهدف نمو أعمال الشركة، وكذلك التي تعطي أفضلية للمساهمين أثناء الإصدار في زيادة ملكيتهم في المستقبل بشراء الأسهم المصدرة، وإصدارات السندات التي يرتبط العائد عليها بأداء الأسهم، وكذلك شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص، التي ازداد انتشارها، وأصبحت أكثر أهمية.
وتصدَّر البنك ترتيب أكبر صفقات الطرح خلال العام 2020 ومنها: الاكتتاب العام الأولي لأسهم شركة التسوق عبر الإنترنت "تي اتش جي القابضة THG Holdings Plc" ، ومنصة الادخار الرقمية "نوردينت ايه بي Nordnet AB".
زخم الاكتتابات
وذكر لاريك لي، مدير الأبحاث في شركة البيانات "كواليشن للتنمية Coalition Development Ltd" أنَّ زخم نشاط الاكتتابات قد أدَّى إلى نمو الإيرادات من الرسوم والعمولات عالمياً بنحو 35 – 40%، وتزامن ذلك مع زيادة الإيرادات من سوق إصدارات السندات أيضاً، وهو ما قلَّص من تأثير تراجع إيرادات الاندماجات والاستحواذات، ودفع في المقابل إلى زيادة تتراوح بين 10 – 15% في صفقات الاستحواذ على الخدمات المصرفية الاستثمارية بشكل عام.
ويعود الفضل في تصدر "سيتي" للقائمة هذا العام إلى زخم اكتتابات شركات التكنولوجيا في العديد من الأسواق. إذ رتب البنك الاكتتاب العام الأولي لأسهم شركة "تي إتش جي القابضة" في لندن بقيمة 2.4 مليار دولار، وصفقة بيع أسهم شركة "نوردينت ايه بي" في ستوكهولم بقيمة 1.1 مليار دولار، وكذلك مشاركة البنك الأمريكي في طرح أسهم شركة التسوق عبر الإنترنت البولندية "ألليجرو اي يو Allegro.eu SA بقيمة 2.8 مليار دولار بالإضافة إلى إدراج أسهم البنك الرقمي الكازاخستاني "كابسي كيه زد Kaspi.kz JSC "في بورصة لندن بقيمة 870 مليون دولار.
وأشار هارغوناني إلى أنَّ العام المقبل سوف يشهد زخماً هو الآخر سواء للبنك أو المنافسين أيضاً، وقال "لدينا ترتيبات كبيرة للعام 2021، ونتوقَّع أن يشهد شهر يناير زخماً". وأضاف هارغوناني "لا توجد أيَّة مؤشرات سلبية لذلك الزخم على السوق؛ طالما يتمُّ طرح صفقات جيدة بسعر جيد، وتشهد الأسهم تداولات مناسبة".
مكاسب من الأسواق المحلية
وواصلت البنوك الأمريكية الهيمنة على سوق الاكتتابات الأوروبية بعد أن احتلت المراكز الستة الأولى في الترتيب العام، على الرغم من التقدم الذي أحرزته البنوك الأوروبية، وكانت المفاجأة الأكبر فيما أحرزته بنوك دول الشمال، فقد قفز ترتيب بنكي "ايه بي جي سوندال كولير النرويجي ABG Sundal Collier ASA"، وبنك "كارنيغي ايه بي السويدي Carnegie AB 47"، و29 مركزاً على التوالي مقارنة بترتيبهم العام الماضي، ليأتيا في المراكز العشرة الأولى للترتيب.
ويرجع تحسُّن ترتيب بنوك دول الشمال الى استقبال بورصات النرويج، والسويد، والدنمارك، وفنلندا، إدراجات جديدة أكثر من أيِّ سوق آخر في أوروبا، وهو ما عزَّز من زيادة حصة "كارنيغي" بخمسة أضعاف، وارتفاع حصة "ايه بي جي" بنحو 23 ضعفاً مقارنة بقيمة أنشطتهم في العام 2019.
وفي بريطانيا، حيث أكبر الأسواق الأوروبية، احتلَّ باركليز للمرة الأولى منذ 10 سنوات صدارة ترتيب طروحات الأسهم متضمِّنة استدعاء الأسهم، وإدراجها على السواء.
وقال توم جونسون رئيس أسواق رأس المال في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في بنك باركليرز، إنَّ البنك اتخذ خطوات جيدة، وخاصة في النصف الأول من العام بالتزامن مع احتياج العديد من الشركات البريطانية إلى مزيد من السيولة، وأضاف جونسون "كانت هناك العديد من الشركات البريطانية في حاجة شديدة للسيولة، ولقد لجأت إلينا كشريك استراتيجي لها من خلال ذراع البنك الاستثماري، وإدارة الخدمات المصرفية للشركات".
وكان باركليز قد قام بمساعدة العديد من الشركات التي تأثَّرت أعمالها بجائحة كورونا، التي تربطه بها علاقات قوية، مثل "كومباس Compass Group Plc"، و"إس إس بي SSP Group Plc"، ومتجر "دبليو إتش سميث للتجزئة WH Smith Plc"، وبدأ في عقد صفقات لجمع تمويلات لتلك الشركات من خلال طروحات الأسهم.
تصنيفات
