
الشرق
قد يشهد دور الذهب تراجعاً مع انخفاض معدلات التضخم عالمياً، إذ من المنطقي أن تتجه الاستثمارات صوب الابتكار التكنولوجي، حال تحقيق عوائد مرتفعة منه، بدلاً من المعدن الأصفر، بحسب كاثي وود، الرئيسة التنفيذية ومؤسسة "آرك إنفستمنت مانجمنت" في مقابلة مع "الشرق".
جاءت تصريحات وود في مقابلة على هامش النسخة التاسعة من مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" المنعقد في الرياض، حيث أكدت أن "إذا أصبح الدولار أو أي عملة أخرى جيدة أو بمثل قوة كالذهب، وكان بالإمكان تحقيق عوائد مرتفعة من خلال الاستثمار في الابتكار، فسيكون من المنطقي توجيه الاستثمار إلى الابتكار بدلاً من الذهب".
أسعار الذهب تهوي من مستويات قياسية
انخفضت أسعار الذهب بأكثر من 2% في بورصة لندن اليوم الثلاثاء في ظل استمرار موجة بيع حادة شهدتها أسواق المعادن النفيسة، إذ أدى التقدم في محادثات التجارة الأميركية الصينية إلى تراجع الطلب على الملاذات الآمنة. ونزل سعر المعدن الأصفر إلى حوالي 3900 دولار للأونصة ليتراجع بشكل كبير من مستوى قياسي تجاوز 4380 دولاراً يوم الإثنين الماضي، بحسب "بلومبرغ".
وأضافت وود أن الذهب وبتكوين يمثلان معاً مخزناً مهماً للقيمة، مشيرة إلى أن تفضيل أحدهما على الآخر يرتبط بالفئة العمرية للمستثمرين، حيث يفضل الجيل الأكبر الأصول الملموسة كالذهب، بينما يميل الشباب أكثر إلى الأصول الرقمية.
لا يزال الذهب مرتفعاً بنسبة 50% منذ بداية العام، إذ تشكل مشتريات البنوك المركزية والتداولات المبنية على انخفاض قيمة العملات، والتي يتجنب خلالها المستثمرون الديون السيادية والعملات المحلية لحماية أنفسهم من استمرار عجز الموازنات الهائل- دعماً وتجذب المستثمرين الأفراد الذين تدافعوا بكثافة إلى صناديق المؤشرات مع ارتفاع الأسعار منذ بداية العام.
تفاؤل بمستقبل الذهب
قدم استطلاع رأي شمل 106 مشاركين في مؤتمر رابطة سوق السبائك في لندن المنعقد في كيوتو في اليابان نظرة متفائلة إزاء المعدن، حيث توقع المشاركون أن يتم تداول الذهب عند حوالي 5000 دولار للأونصة خلال 12 شهراً، وفقاً لما أوردته "بلومبرغ". كما قال محللون من "سيتي غروب" إن تحول الولايات المتحدة نحو إبرام الصفقات مع الصين، إلى جانب التغير في زخم أسعار الذهب واحتمال انتهاء إغلاق الحكومة الأميركية، من المتوقع أن يدفع المعدن النفيس إلى الانخفاض خلال الأسابيع المقبلة. ويتوقع البنك انخفاض سعر الذهب إلى 3800 دولار للأونصة في الأشهر الثلاثة المقبلة.
دفعة قوية نحو الابتكار في السعودية
أشارت وود إلى أن منطقة الشرق الأوسط، وخاصة السعودية، تشهد حراكاً كبيراً نحو الابتكار، معتبرة أن إعادة استثمار العائدات من موارد الطاقة الضخمة في قطاعات المستقبل خطوة مهمة.
يُعقد مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (FII9) في العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة من 27 إلى 30 أكتوبر 2025، تحت شعار "مفتاح الازدهار". ويُعد أحد أبرز الملتقيات الاقتصادية العالمية، بمشاركة قادة من أكثر من 20 دولة، وحضور نحو 8 آلاف مشارك، بينهم 40 مسؤولاً بمنصب وزير، و600 متحدث يمثلون حكومات وشركات كبرى وصناديق استثمارية عالمية.





