البورصة السعودية تواصل الصعود وسط ترقب لنتائج الشركات الكبرى

واصلت سوق الأسهم السعودية صعودها للجلسة الثانية على التوالي، مدعومة بمكاسب القطاع المصرفي وأسهم قيادية بينها أرامكو وسابك، في وقت يترقب فيه المستثمرون صدور نتائج الشركات الكبرى، وبالتزامن مع انطلاق فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، والتي يُتوقع أن تشهد الإعلان عن صفقات واستثمارات جديدة.

أنهى المؤشر العام "تاسي" تعاملات اليوم الثلاثاء مرتفعاً بنسبة 0.47% مسجلاً 11674 نقطة مع صعود معظم أسهم القطاع المصرفي إلى جانب شركات قيادية أخرى مثل "أرامكو" و"البنك الأهلي" و"أكوا باور". 

من المقرر أن تعلن كل من "أرامكو"، أكبر شركة مدرجة من حيث القيمة السوقية، وعملاقة البتروكيماويات "سابك" عن أرباحها الفصلية خلال الأسبوع المقبل. وتحظى الشركتان بمتابعة دقيقة من المستثمرين لمعرفة مدى تأثرهما بتراجع أسعار النفط وتباطؤ الطلب على البتروكيماويات.

يقول المحلل المالي عاصم منصور إن ارتفاعات السوق مصحوبة بحالة من التفاؤل على الصعيدين العالمي والمحلي، خصوصاً وسط بوادر على توصل الولايات المتحدة والصين لاتفاق تجاري، وترقب المسار المتوقع للسياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.

وأضاف خلال مقابلة مع "الشرق": "الارتفاع اليوم يؤكد على صعود المؤشر بنسبة 20% من القاع الذي تكوّن في سبتمبر الماضي، ويشير إلى أن المستثمرين يستعدون لبناء مراكز شرائية على المدى الطويل، لكن الحذر سيستمر على المدى القصير حتى انتهاء موسم الأرباح".

سهم "المطاحن الأولى" ينتعش بفضل الأرباح

قلص سهم "المطاحن الأولى" مكاسبه الصباحية ليغلق مرتفعاً 2.3% مسجلاً 53.3 ريال، بعدما أعلنت الشركة نمو أرباحها 17% إلى نحو 72 مليون ريال في الربع الثالث.

تقول ماري سالم، المحللة المالية لدى "الشرق"، إن العوامل الموسمية تلعب دوراً كبيراً في النتائج الفصلية لشركات المطاحن وهو ما يؤدي لتفاوت ربحيتها من فصل لآخر ويؤثر على معنويات المستثمرين.

وأضافت أن "المهم في نتائج شركات المطاحن ليس فقط نسبة نمو الأرباح، لكن أيضاً مصادر هذه الأرباح وهل تمثل زيادة للحصص السوقية أو زيادة للمبيعات أم مجرد زيادة للأسعار، وهي عوامل كلها تلعب دوراً وتؤثر على استدامة تحقيق الأرباح".

كما غير سهم "المطاحن الحديثة" اتجاهه الصباحي ليغلق مرتفعاً 1.8% عند 34.8 ريال بعد إعلان الشركة نمو أرباحها الصافية 16% في الربع الثالث.

الرياض تستضيف مبادرة مستقبل الاستثمار

من ناحية أخرى، انطلق في العاصمة الرياض اليوم مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي يسعى لتشجيع المستثمرين على توجيه أموالهم نحو المشروعات التي تُحدث أثراً إيجابياً على المجتمعات، بحسب تصريحات رئيسه التنفيذي ريتشارد أتياس خلال مقابلة مع "الشرق".

اقرأ أيضاً: أين تتجه بوصلة مبادرة مستقبل الاستثمار هذا العام؟

منذ انطلاق المؤتمر في 2017، تم توقيع عقود استثمارية فعلية بقيمة تفوق 200 مليار دولار في مجالات تشمل الذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، والنقل، والخدمات اللوجستية، والتمويل. وفي نسخة 2024، تجاوزت قيمة الاتفاقيات 60 مليار دولار، بينما يتوقع المنظمون أن تكسر النسخة الحالية هذا الرقم مع ارتفاع عدد المشاركين من كبرى المؤسسات المالية العالمية.

وتمثل مبادرة مستقبل الاستثمار منصة رفيعة المستوى تجمع قادة الحكومات، وصُناع القرار في المؤسسات المالية، وكبرى الشركات العالمية، لبحث القضايا الاقتصادية الكبرى، وتبادل الرؤى حول التحديات المستقبلية، من التمويل المستدام إلى الذكاء الاصطناعي وتحول الطاقة.