
بلومبرغ
تدرس المصافي الحكومية الهندية إمكانية الاستمرار في شراء بعض شحنات النفط الروسي بأسعار مخفضة، بالاعتماد على الموردين الصغار بدلاً من شركتي الطاقة العملاقتين "روسنفت" و"لوك أويل"، اللتين أدرجتهما الولايات المتحدة على القائمة السوداء الأسبوع الماضي.
منذ الإعلان عن أحدث جولة من العقوبات الأميركية، ابتعدت شركات التكرير مثل "إنديان أويل كورب" (Indian Oil Corp) و"بهارات بتروليوم" (Bharat Petroleum) و"هندوستان بتروليوم" (Hindustan Petroleum) عن سوق خام الأورال، المعيار المرجعي لروسيا. وتترقب شركات التكرير توجيهات الحكومة وتقيم خياراتها، وفقاً لكبار مسؤولي المصافي.
إعادة رسم خريطة الإمدادات الروسية
مع إدراج الشركات المنتجة الرئيسية الأخرى "سورغوتنفتيغاس" (Surgutneftegas) و"غاز بروم نفت" (Gazprom Neft) على القائمة السوداء سابقاً، تحاول شركات التكرير تحديد الكميات الممكن شراؤها من الكيانات الروسية غير الخاضعة للعقوبات والأسعار المترتبة عليها، وفقاً لمسؤولين تنفيذيين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لعدم صلاحيتهم للتحدث علناً. كما تسعى المصافي لتقدير حجم النفط الذي قد تُعيد "روسنفت" توجيهه عبر كيانات وسيطة.
اقرأ أيضاً: ترمب: الهند ستقلص مشترياتها من النفط الروسي
شكلت الشركات الأربع الخاضعة للعقوبات أكثر من 80% من واردات الهند من النفط الروسي في عام 2024، حسب بيانات "كبلر" (Kpler). عادةً ما تُجري المصافي الهندية مفاوضات نشطة مع موردي النفط الروس هذا الأسبوع، استعداداً لشحنات نوفمبر وتسليمات ديسمبر.
"ريلاينس" بين أكبر الخاسرين
بدلاً من ذلك، يُتوقع أن تتراجع تدفقات النفط الروسي بشكل كبير، وأن تكون شركة التكرير الخاصة "ريلاينس إندستريز" (Reliance Industries) من بين الشركات الأكثر تضرراً، إذ أنها اشترت خام الأورال معظم هذا العام عبر عقد طويل الأمد مع "روسنفت".
منذ إعلان واشنطن خطة العقوبات، سارعت شركة "ريلاينس"، أكبر مشترٍ لخام الأورال في الهند حتى الآن، إلى شراء بدائل من نفط الشرق الأوسط والولايات المتحدة، أسوةً بالشركات المملوكة للدولة.
قد يهمك: "ريلاينس" الهندية تشتري ملايين البراميل من نفط الخليج لتعويض شحنات روسيا
الاستثناء الوحيد في الهند قد تكون شركة "نايارا إنرجي" (Nayara Energy) المدعومة من "روسنفت"، والخاضعة لعقوبات أوروبية وبريطانية، إذ لم تُبدِ أي مؤشرات على تقليص مشترياتها من النفط الروسي.
لطالما أبدى المشترون في الصين، أكبر مستورد للنفط الروسي، استعداداً لغضّ الطرف عن العقوبات، غير أنّ الكيانات الحكومية الكبرى هناك تجنّبت الشراء في الأيام الأخيرة، في ظلّ المخاطر الجديدة.
عقوبات مشددة دون رفع أسعار النفط
تلغي العقوبات الأخيرة القيود الحالية مثل الحد الأقصى للسعر البالغ 60 دولاراً للبرميل الذي فرضته دول مجموعة السبع، لكنها تهدف جميعاً إلى جعل التجارة مع روسيا أصعب وأكثر تكلفة وأكثر خطورة- دون التسبب في صدمة مفاجئة في المعروض قد ترفع الأسعار العالمية، وفقاً لمسؤولين مطلعين على استراتيجية إدارة ترمب.
اقرأ أيضاً: مجموعة السبع تدرس تشديد سقف سعر النفط الروسي
الهند عالقة بين واشنطن وموسكو
ظلت الهند توازن بين مخاطر العقوبات الثانوية والحاجة إلى تأمين صفقة تجارية مع الولايات المتحدة، وبين المخاطر التي قد تترتب على تراجع علاقاتها الحيوية مع روسيا. وقال المسؤولون إن شركات التكرير الحكومية لم تتلقَّ بعد أي توجيهات من الحكومة.
في حين تستأثر الشركات الأربع الخاضعة للعقوبات بالنصيب الأكبر من واردات الهند النفطية من روسيا، لا تزال روسيا لديها شركات منتجة أخرى أصغر حجما تشمل "تاتنفت" (Tatneft) و"سخالين إنرجي" (Sakhalin Energy).
لم تُجب كل من "إنديان أويل كورب" و"بهارات بتروليوم" و"هندوستان بتروليوم" و"ريلاينس" على طلبات التعليق فوراً، كما لم ترد وزارة النفط أيضاً على استفسارات "بلومبرغ" في حينه.





