
بلومبرغ
قد تتوقف روسيا أو تبطئ دورة خفض أسعار الفائدة هذا الأسبوع، مع تصاعد مخاطر التضخم نتيجة الهجمات الأوكرانية على المصافي وزيادة الضرائب قريباً.
على الرغم من أن الاقتصاد يعاني تحت وطأة تكاليف الاقتراض المرتفعة، والتي بدأ البنك المركزي خفضها فقط في يونيو، إلا أن فريق المحافظة إلفيرا نابيولينا أشار إلى تنامي الحذر قبيل اجتماع لجنة السياسة النقدية يوم الجمعة.
في لقاء يكشف الكثير الأسبوع الماضي، وعد أليكسي زابوتكين، أحد نوابها، باتخاذ 'قرار متوازن' يعكس 'كل المعلومات المتاحة'، وذلك عندما حثّه النواب على تخفيف الأعباء على الميزانية والشركات.
توقعات أسعار الفائدة الروسية
هذا الوضع أبقى الاقتصاديين منقسمين بشأن نتائج اجتماع يوم الجمعة، إذ يتوقع نحو نصفهم خفضاً لسعر الفائدة الرئيسي الحالي البالغ 17%، بينما يتوقع الباقون عدم حدوث أي تغيير. سيعلن البنك المركزي الروسي قراره في الساعة 1:30 ظهراً بتوقيت موسكو، يلي ذلك مؤتمر صحفي في الساعة 3 مساءً.
قال أندريه ميلاشينكو، كبير اقتصاديي شركة "رينيسانس كابيتال" (Renaissance Capital) ومقرها موسكو : "التسارع الأخير في ارتفاع الأسعار وارتفاع توقعات التضخم يحدّان من هامش خفض أسعار الفائدة". ويتوقع أن البنك المركزي إما سيبقي سعر الفائدة عند مستواه الحالي، أو سيتحرك بحذر أكبر بخفضه بمقدار نصف نقطة، بعد أن خفّض نقطة كاملة في سبتمبر.
اقرأ أيضاً: أقل من التوقعات.. المركزي الروسي يخفض الفائدة 100 نقطة أساس
التضخم في روسيا يعاود الارتفاع
بعد أن اقترب التضخم لفترة وجيزة من هدف البنك المركزي الروسي البالغ 4%، عاد للارتفاع مجدداً. ترجع عودة التضخم للارتفاع جزئياً إلى انتهاء العوامل الموسمية مثل انخفاض أسعار الفاكهة والخضراوات خلال الصيف، فيما بدأ تأثير قوة الروبل في التلاشي أيضاً. لكن السبب الأكبر هو نقص الوقود.
مع عدم إبداء الكرملين اهتماماً يُذكر بالتفاوض على إنهاء الحرب التي بدأها عام 2022، تُكثّف أوكرانيا هجماتها على البنية التحتية للطاقة، بما في ذلك المصافي وأنابيب النفط والموانئ البحرية.
زادت أسعار البنزين 3% في سبتمبر، وواصلت صعودها بنسبة 2% إضافية خلال الشهر الجاري. كما أن التطورات الحالية تزيد الضغط على توقعات التضخم المتقلبة.
قد يهمك: روسيا تحظر صادرات الديزل على الموزعين وتمدد قيود البنزين
يتوقع البنك المركزي أن تؤدي زيادة رسوم إعادة التدوير على السيارات المستوردة إلى تقليص معروض هذه المركبات، ويقدّر أن خطة رفع ضريبة القيمة المضافة من 20% إلى 22% في عام 2026 -لتمويل النفقات الدفاعية المتضخمة- ستضيف ما بين 0.6 و0.8 نقطة مئوية إلى معدلات التضخم لدى المستهلكين.
مثل هذه الإجراءات قد تقوّض التراجع الحاصل في توقعات الأسر بشأن التضخم المستقبلي، بما قد يحد من قدرة البنك المركزي على المضي في تيسير سياسته النقدية.
البنك المركزي الروسي يتوخى الحذر
قال البنك المركزي هذا الشهر: "في ظل تداخل عدة عوامل مؤقتة تعزز الضغوط التضخمية، يتعيّن على السياسة النقدية مراعاة تأثيرها التراكمي على جهود خفض توقعات التضخم". و"يعتمد توقيت واستمرار خفض أسعار الفائدة على مدى قوة هذا التأثير". استقرت توقعات التضخم عند 12.6% في أكتوبر.
قال البنك المركزي إن قرارات السياسة النقدية يجب أن تبقى "محسوبة بدقة" و"حذرة". ويقدّر البنك أنه لتحقيق هدف التضخم بحلول نهاية العام المقبل، ينبغي أن تبقى القراءات الشهرية المعدّلة موسمياً قرب 4% لفترة ممتدة.
وكان التراجع إلى ذلك المستوى في يونيو قد مهّد لانطلاق أحدث موجة من خفض أسعار الفائدة، بعد وصولها إلى ذروتها عند 21%. ورغم أن ذلك ساهم في تهدئة المخاوف من الركود، فإن التيسير النقدي قد يتوقف الآن قبل أن يوفر دعماً ملموساً للشركات.
عقوبات أميركية تهدد الاقتصاد الروسي
ومن المرجح أن تزيد العقوبات الأميركية الجديدة على أكبر شركتين لإنتاج النفط في روسيا من الضغوط القائمة.
اقرأ أيضاً: واشنطن تعاقب قطاع النفط الروسي مستهدفة "روسنفت" و"لوك أويل"
إلى جانب تقليص مصدر تمويل رئيسي للحرب -الضرائب الناتجة عن صادرات النفط- قال بيتور ماتيس، كبير المحللين في شركة "إن تاتش كابيتال ماركتس" (Touch Capital Markets): "قد يكون للإجراءات الأخيرة أيضاً تداعيات سلبية على الاقتصاد الروسي وتزيد احتمالات الهبوط الحاد". وأضاف أن خفض سعر الفائدة أكبر من المتوقع قد يُفسّر على أنه خطوة وقائية لدعم الاقتصاد.
قالت أولغا بيلينكايا، المحللة في شركة "فاينام إنفستمنت كومباني" (Finam Investment Company) بموسكو، إن ارتفاع سعر الفائدة الرئيسي يثقل كاهل الصناعات المدنية أكثر من الطلب الاستهلاكي والإنتاجي في القطاعات المرتبطة بالدفاع. وهذا يفسر استمرار ارتفاع الأجور والاستهلاك رغم تباطؤ التوسع الاقتصادي.
في الواقع، بلغ معدل البطالة مستوى متدنياً قياسياً عند 2.1%، مما يعز ز المنافسة على العمالة ويجعل نمو الأجور يفوق مكاسب إنتاجية العمل. وهذا بدوره يغذي الطلب الاستهلاكي ويضيف ضغوطاً تضخمية. واعترف زابوتكين بأن معدل البطالة المنخفض تاريخياً سيكون موضوعاً "رئيسياً" للنقاش هذا الشهر.
اقرأ أيضاً: بوتين ينفي ركود الاقتصاد الروسي ويدعم مسار الفائدة
قالت صوفيا دونيتس، كبيرة الاقتصاديين في "تي إنفستمنتس" (T-Investments)، التي تتوقع إبقاء الفائدة عند مستوياتها هذا الأسبوع: "مهمة البنك المركزي صعبة للغاية في الوقت الحالي". و"يتعيّن عليه الموازنة بين مخاطر التباطؤ المفرط للنشاط الاقتصادي ومخاطر عودة التضخم للارتفاع".





