
الشرق
عاد المتداولون في سوق الأسهم السعودية للتركيز على العوامل الأساسية للشركات المدرجة، وسط العديد من العوامل الاقتصادية والسياسية الداعمة التي أسهمت في تحسن الشهية للمخاطرة.
أنهى المؤشر العام "تاسي" تعاملات اليوم الثلاثاء دون تغير يذكر قرب 11600 نقطة، في ظل ارتفاع طفيف لقطاع الطاقة وانخفاض قطاع البنوك. وارتفعت جميع الأسهم القيادية في جلسة اليوم عدا سهم "مصرف الراجحي" الذي خسر 0.4% مسجلاً 106.6 ريال.
يرى محمد زيدان، المحلل المالي الأول في "الشرق"، أن السوق تجاوزت صدمة تفاقم التوترات التجارية في بداية الأسبوع مع تركيز المتعاملين أنظارهم على النتائج الفصلية للشركات في ظل توقعات إيجابية.
وقال: "المشتري الاستراتيجي يرى أن الصورة إيجابية، بالتالي يسود التفاؤل خاصة بشأن القطاعات القيادية وأبرزها القطاع البنكي بقيادة مصرف الراجحي".
ومن المتوقع أن تواصل البنوك السعودية نموها خلال الربع الثالث من العام الجاري، بدعم من شح السيولة واستمرار التوسع في الأنشطة غير النفطية، بحسب بيانات جمعتها "الشرق" من "بلومبرغ".
تشير تقديرات الوكالة إلى أن أرباح البنوك المدرجة في السوق الرئيسية سترتفع إلى 21.5 مليار ريال بنسبة 4.6% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
الحرب التجارية لم تنته بعد
من جانبه، يتوقع إكرامي عبد الله أن يستمر الترقب في السوق لتطورات الملف التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إذ أنه من وجهة نظره فالمواجهة بين أكبر اقتصادين في العالم "لم تنته بعد"
ارتفعت الأسواق الأميركية أمس وسط بوادر على تراجع حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، عقب تصريحات أكثر مرونة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ودعوة بكين إلى استئناف المفاوضات، في حين قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن اللقاء المزمع بين ترمب والرئيس الصيني لا يزال قائماً. لكن المعنويات تضررت في وقت لاحق قليلاً مع تهديد الصين بإجراءات انتقامية تستهدف الولايات المتحدة بعد تدابير استهدفت بها قطاع الشحن البحري الصيني.
تهدئة التوترات التجارية تحظى بأهمية كبيرة، بالنظر إلى أن تصعيد المواجهة قد يهدد وتيرة النمو الاقتصادي في الصين، التي تُعد من أهم الشركاء التجاريين للمملكة، وتشكل سوقًا رئيسية لصادراتها من الطاقة والبتروكيماويات.
خلال مقابلة مع "الشرق"، أشار عبد الله إلى عودة المتعاملين على المدى القصير للتركيز على العوامل الأساسية للشركات سواء من جهة النتائج الفصلية، أو من ناحية الأخبار الجوهرية التي تؤثر على بياناتها المالية.
إقبال متزايد من الأجانب
على الصعيد الإقليمي، يسهم الهدوء الجيوسياسي بعد توقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في تخفيف أحد أبرز مصادر القلق لدى المستثمرين، ولاسيما الأجانب، وهو ما انعكس في تحسن معنويات السوق وزيادة السيولة.
وأشار محمد الفراج، رئيس أول إدارة الأصول في "أرباح المالية"، إلى نمو الاستثمارات الأجنبية في السوق السعودية بدعم أيضاً من أنباء اعتزام هيئة السوق السماح للأجانب بامتلاك حصص أغلبية في الشركات المدرجة.
ونوه خلال مداخلة مع "الشرق" بأن "ملكية الأجانب زادت في مصرف الراجحي مثلا بحوالي 1.064 مليار دولار وفي البنك الأهلي بمقدار 160 مليون دولار" منذ الأسبوع الأخير من سبتمبر.





