بدء محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين في لندن

واشنطن قد تخفف القيود عن بعض صادرات التكنولوجيا إذا خففت بكين قيودها على شحنات المعادن النادرة

time reading iconدقائق القراءة - 5
سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأميركي، يصل إلى لندن لإجراء محادثات تجارية مع الصين في 9 يونيو 2025 - بلومبرغ
سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأميركي، يصل إلى لندن لإجراء محادثات تجارية مع الصين في 9 يونيو 2025 - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

انطلقت محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين في لندن، وسط إبداء الجانب الأميركي استعداده لرفع القيود المفروضة على بعض صادرات التكنولوجيا مقابل ضمانات بتخفيف بكين قيوداً فرضتها على شحنات المعادن النادرة.

من المتوقع أن يمتد الاجتماع، الذي بدأ اليوم الاثنين بعد الواحدة ظهراً بتوقيت لندن، حتى ساعات المساء، وقد يُستأنف غداً الثلاثاء إذا لزم الأمر.

وصرح كيفن هاسيت، رئيس المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض، لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، بأن إدارة ترمب تتوقع أنه "بعد المصافحة" بين الجانبين في لندن، "سيتم تخفيف بعض قيود التصدير من قِبل الولايات المتحدة، في حين ستطلق الصين شحنات المعادن النادرة بكميات كبيرة".

تعليقات هاسيت من واشنطن مثّلت أوضح إشارة حتى الآن على استعداد الولايات المتحدة لتقديم مثل هذا التنازل، رغم أنه أوضح أن الاتفاق لن يتضمن أكثر الرقائق الأميركية تطوراً التي تصنعها شركة "إنفيديا"، الخاصة بتشغيل الذكاء الاصطناعي. 

قال هاسيت: "لا أقصد منتجات إنفيديا عالية الدقة"، مضيفاً أن القيود لن تُرفع عن رقائق إنفيديا "إتش 20" (H2O) المستخدمة في تدريب خدمات الذكاء الاصطناعي. وتابع "أتحدث هنا عن رفع ضوابط تصدير محتملة لأشباه الموصلات الأُخرى، وهي أيضاً مهمة جداً لهم".

تذبذبت الأسهم الأميركية بين مكاسب وخسائر طفيفة، فيما دخلت الأسهم الصينية المتداولة في هونغ كونغ سوقاً صاعدة، حيث أعرب بعض المستثمرين عن تفاؤلهم بأن تعطي المحادثات إشارات على تهدئة التوترات التجارية.

المسوح وغير المسموح

الجولة الأولى من المفاوضات منذ اللقاء الأخير بين الفريقين قبل شهر تهدف لاستعادة الثقة في التزام الطرفين بالتعهدات التي تم التوصل إليها في جنيف. فخلال تلك المناقشات، اتفقت واشنطن وبكين على خفض الرسوم الجمركية "المشلّة" للتجارة لمدة 90 يوماً لإتاحة الوقت للتوصل إلى حلول لمعالجة اختلال الميزان التجاري، الذي تُحمّل إدارة ترمب مسؤوليته لممارسات صينية غير عادلة في السوق.

حالة الالتباس التي أعقبت اجتماع جنيف بشأن آلية تصاريح تصدير المعادن الأرضية النادرة من الصين، إلى جانب القيود الأميركية المفروضة على شحنات التكنولوجيا، والحملة الأخيرة في واشنطن على تأشيرات الطلاب الصينيين، تسلّط الضوء على مدى تعقيد عملية التوصل إلى اتفاق بين الجانبين.

يرى جوش ليبكسي، رئيس قسم الاقتصاد الدولي في "أتلانتيك كاونسل" (Atlantic Council)، أن الطرفين "تركوا الكثير من الأمور عرضةً للتفسيرات المختلفة". مضيفاً أن الولايات المتحدة والصين "ترغبان فقط في العودة إلى ما كان عليه الوضع في سويسرا، مع التوصل إلى المزيد من الاتفاقات المكتوبة التي تحدد بوضوح ما الأنشطة التجارية التي سيُرخّص لها، وما الذي سيُسمح به، وما الذي لن يُسمح به".

ويبدو أن المكالمة الهاتفية التي جرت الأسبوع الماضي بين الرئيس دونالد ترمب ونظيره شي جين بينغ أعطت دفعةً جديدة لإحياء المحادثات والسعي نحو التوصل إلى اتفاق.

أعضاء فريقي التفاوض

يوم الإثنين، في "لانكستر هاوس" في لندن -الموقع الذي ألقى فيه الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي خطابه الشهير "مهما تطلّب الأمر" عام 2012- سيجتمع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، والممثل التجاري الأميركي جيمسون غرير مع وفد صيني يقوده نائب رئيس الوزراء هي لي فنغ.

وتُعدُّ إضافة لوتنيك، عرّاب القيود المفروضة على بيع التكنولوجيا المتقدّمة إلى بكين، مؤشراً على احتمال استعداد ترمب للنظر في التراجع عن بعض القيود التي تهدد بإعاقة طموحات الصين للنمو على المدى الطويل، بدءاً من مستلزمات التكنولوجيا ووصولاً إلى قطع غيار محركات الطائرات.

نتائج الحرب التجارية بين واشنطن وبكين

تصاعدت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين هذا العام بعدما رفع الرئيس دونالد ترمب الرسوم الجمركية على السلع الصينية، مما دفع بكين إلى الرد بالمثل. وتسبب ذلك بمعاناة في كلا الاقتصادين، بما في ذلك تشوّهات في البيانات وحالة من عدم اليقين للشركات التي تحاول التكيّف مع التغييرات المفاجئة في السياسات التجارية.

وفي وقتٍ سابق من اليوم الإثنين، أظهرت بيانات حكومية صينية أن الصادرات سجلت ارتفاعاً دون التوقعات خلال الشهر الماضي، إذ فاق تراجع الشحنات إلى الولايات المتحدة -وهو الأسوأ خلال أكثر من 5 سنوات- الطلب القوي من أسواقٍ أخرى.

أما في الولايات المتحدة، فقد تباطأ نمو الوظائف في مايو، مع مراجعة أرقام الأشهر السابقة إلى مستويات أقل، ما يشير إلى أن أرباب العمل باتوا أكثر حذراً بشأن آفاق النمو. وتسببت الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب بحالة من عدم اليقين وتأخيرات لدى المصنّعين الأميركيين، خصوصاً في ولايات الغرب الأوسط، وهو ما يؤثر على خططهم الاستثمارية والإنتاجية.

تصنيفات

قصص قد تهمك