"FT": السعودية تراجع أولويات الإنفاق الحكومي بعد هبوط أسعار النفط

الجدعان: المملكة لديها فرصة لتقييم الوضع وإعادة النظر في خططها المالية لتجنب التقلبات

time reading iconدقائق القراءة - 4
وزير المالية السعودي، محمد الجدعان - المصدر: بلومبرغ
وزير المالية السعودي، محمد الجدعان - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

قال وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، إن المملكة ستواصل وتيرة الإنفاق الحكومي الحالية رغم اتساع العجز في الميزانية، لكنها في الوقت ذاته ستراجع أولويات الصرف ومشاريع التنمية الكبرى في ظل انخفاض أسعار النفط وتزايد الضبابية في الاقتصاد العالمي، حسبما صرح في حوار خاص مع صحيفة "فاينانشيال تايمز".

لفت الجدعان إلى أن الفترة الراهنة تمثل فرصة ثمينة للمملكة لتقييم برامجها المالية والتنموية، مشدداً على أن الحكومة السعودية "لن تهدر هذه الأزمة"، في إشارة إلى أن التحديات الحالية قد تكون دافعاً لاتخاذ خطوات جريئة وإصلاحات هيكلية ضرورية.

وأضاف: "يعتقد البعض أن ما يحدث في العالم أزمة، لكن اقتصادنا يسير بشكل جيد. إنها فرصة لمراجعة الأمور— وإذا كانت هناك فرصة لفعل شيء جريء، فلنفعلها"، مشيراً إلى أن الأزمة تمنح بلاده الفرصة لـ"أخذ خطوة للوراء وإعادة النظر".

واستطرد متسائلاً: "هل نتسرع في تنفيذ المشاريع؟ هل هناك عواقب غير مقصودة؟ هل ينبغي التأجيل أو إعادة الجدولة أو التسريع؟".

منهج سعودي "مضاد للتقلبات"

وأكد وزير المالية أن الهدف الأساسي هو تفادي الوقوع في "فخ الدورات الاقتصادية بين الازدهار والانكماش" الذي لطالما عانى منه الاقتصاد المعتمد على النفط، لافتاً إلى أن الحكومة تعتمد نهجاً "مضاداً للتقلبات"، حيث يُوجَّه الإنفاق لدعم النمو بدلاً من السعي فقط لتحقيق توازن الميزانية.

اقرأ أيضاً: الجدعان: الاقتصاد السعودي تجاوز مرحلة "الإصلاحات المؤلمة"

وأشار الجدعان إلى أن اتساع العجز المالي إلى 3% أو 4% أو حتى 5% من الناتج المحلي الإجمالي لا يُعد مقلقاً طالما أن الإنفاق يسهم في نمو القطاعات غير النفطية، مؤكداً أن لدى المملكة احتياطيات مالية وفيرة، واحتياطيات أجنبية كافية، و"مساحة واسعة" في الهوامش المالية.

إعادة ضبط أولويات السيادي السعودي

في السياق ذاته، قال الجدعان في حواره مع الصحيفة إن صندوق الاستثمارات العامة، المسؤول عن تنفيذ مشروعات التنمية العملاقة في المملكة، يخضع بدوره لعملية مراجعة دقيقة واستراتيجية بهدف "إعادة ضبط الأولويات"، بما يتماشى مع المتغيرات المحلية والعالمية.

ورغم توقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع عجز الميزانية السعودية إلى أكثر من 4% من الناتج المحلي هذا العام، استبعد الجدعان وجود أي سيناريو معقول يجعل الدين العام يقترب من الحد الأقصى المسموح به البالغ 40% من الناتج المحلي، مؤكداً: "لا أرى أي سيناريو معقول يجعلنا نقترب من هذا السقف".

وتابع الجدعان أن العديد من أهداف رؤية 2030 قد تحققت أو في طريقها للتحقق، قائلاً: "هذا يمنحنا ثقة كبيرة، لكننا لسنا متراخين".

تحديات أمام "رؤية 2030"

تأتي أحدث تصريحات للجدعان وسط مواجهة عملية التحول الاقتصادي في المملكة، من خلال "رؤية 2030"، بعض التحديات بعد 8 سنوات من كشف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان النقاب عنها.

الجدعان: كفاءة الإنفاق وفرت للحكومة السعودية 225 مليار ريال هذا العام.. التفاصيل هنا

وسبق أن صرح الجدعان باحتمال تأخير أو تسريع بعض المشاريع، قائلاً إن المملكة تتجنب دفع اقتصادها إلى حالة من "التسارع المفرط" في وقتٍ توجه الاستثمارات لتحويل الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على النفط.

وقال خلال مشاركته في منتدى قطر الاقتصادي: "إذا لم تُتح لاقتصادك مواكبة مشاريعك، فإن ما سيحدث بشكلٍ أساسي أنك ستستورد المزيد". وكنتيجة لذلك، قد تتأثر المصانع والقدرات الإنتاجية اللازمة لدعم خطط المملكة؛ "لذا فإن منحها المزيد من الوقت هو عين الحكمة".

كما لفت إلى أنه لا بد من تكييف وتعديل المخططات الاقتصادية من قِبل الدول للتعامل مع الظروف والتطورات، منوّهاً في الوقت عينه بأهمية "رؤية 2030" التي توفر للمستثمرين صورة واضحة ومستقرة.

تصنيفات

قصص قد تهمك