
بلومبرغ
يتجه كبار المديرين التنفيذيين في وول ستريت إلى تعزيز حضورهم في الشرق الأوسط، بعد إعلان دول المنطقة خططاً لاستثمار ما يتجاوز تريليوني دولار في الولايات المتحدة.
تخطط مجموعة "يو بي إس" (UBS) لافتتاح مكتب جديد في أبوظبي، بينما قالت مجموعة "جيه بي مورغان" إنها ستضيف أكثر من 100 موظف إلى أعمالها في الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة. من جانبها، تسعى "غولدمان ساكس" لافتتاح مكاتب جديدة، وزيادة عدد موظفيها في مدن مختلفة بالمنطقة.
وقالت ماري كالاهان إردوس، رئيسة وحدة إدارة الأصول والثروات في "جيه بي مورغان"، خلال مشاركتها في منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة: "إنه وقت مثير جداً للجميع للتفكير في هذا التوجه. يمكنك أن تشعر بالحيوية حين تتواجد هنا شخصياً".
ويأتي هذا التوسّع فيما تضخ دول الشرق الأوسط استثمارات ضخمة لإعادة تشكيل اقتصاداتها وتقليص الاعتماد على النفط، ضمن استراتيجيات تقودها صناديق الثروة السيادية التي تدير أصولاً تتجاوز قيمتها 4 تريليونات دولار.
صفقات مجزية
بالإضافة إلى هذا التوجه المستمر، أعلنت كل من السعودية وقطر والإمارات عزمها ضخ استثمارات ضخمة في الولايات المتحدة، وذلك في إطار جولة الرئيس دونالد ترمب في الشرق الأوسط هذا الشهر.
وبالنسبة لوول ستريت، فإن كل ذلك يعني شيئاً واحداً: الصفقات، والرسوم المجزية التي تجنيها البنوك مقابل تقديم الاستشارات لهذه الدول.
في "غولدمان ساكس"، يراهن التنفيذيون على سلسلة قوية من الاكتتابات العامة الأولية المرتقبة في المنطقة، والتي من شأنها أن تخلق، وفقاً لما قاله مارك ناخمان، رئيس وحدة إدارة الأصول والثروات العالمية، "فرصاً أكبر للمستثمرين الدوليين لتحقيق أرباح من المنطقة".
وأضاف خلال المنتدى في الدوحة: "الشرق الأوسط يقدّم فرصاً جذابة من حيث العائد والمخاطرة".
في المقابل، تسعى "يو بي إس" إلى الاستفادة من تدفق الأثرياء الذين يغادرون دولاً مثل المملكة المتحدة، نحو مدن منخفضة الضرائب في الشرق الأوسط، من خلال مكتبها الجديد.
وقالت بيا مارتن، رئيسة أعمال "يو بي إس" في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: "الشرق الأوسط كان الرابح الأكبر بين الأفراد الأثرياء الذين غادروا الأنظمة الضريبية المرتفعة، مثل المملكة المتحدة. لقد شهدنا هذا التحوّل في قاعدة العملاء".
وجهات الأثرياء المفضلة
أصبحت مدن الإمارات، وخاصة أبوظبي، وجهات مفضلة لأثرياء العالم خلال السنوات الأخيرة. وسبق أن ذكرت "بلومبرغ" أن المركز المالي في أبوظبي تلقى عدداً كبيراً من الاستفسارات من المملكة المتحدة، بعد أن ألغت حكومة المملكة المتحدة التي تنتمي إلى "حزب العمال"، المزايا الضريبية الخاصة بالمقيمين غير الدائمين.
أما فيما يخص خطة التوظيف في "جيه بي مورغان"، فقد قالت إردوس إن عدد موظفي البنك في المنطقة سيرتفع إلى حوالي 500، مقارنة بـ 370 حالياً، بعدما كان عددهم لا يتجاوز 100 موظف بعد الأزمة المالية العالمية.
لم تكن البنوك الكبرى وحدها من يتحرك نحو الشرق الأوسط، فمديرو الأصول يسعون أيضاً لتوسيع حضورهم، حيث أعلنت مجموعة "آشمور" عن خطط لافتتاح مكتب في قطر.
وتدير الشركة المتخصصة في الأسواق الناشئة 10 مليارات دولار نيابة عن عملاء في الشرق الأوسط، وفقاً لبيان رسمي، وحقق صندوق "آشمور قطر للأسهم" عائداً يقارب 20% منذ انطلاقه مطلع العام الماضي.
وتمكنت مؤشرات الأسهم في المنطقة من الحفاظ على استقرارها رغم الاضطرابات التي شهدتها الأسواق العالمية، بعد أن أعلن ترمب فرض تعريفات "يوم التحرير" على العديد من الشركاء التجاريين حول العالم. كما أن أسواق العقارات في الخليج فاقت التوقعات، وجذبت كبار المستثمرين العقاريين.
خليج أكثر جاذبية
كان تود بوهلي، الشريك في ملكية نادي "تشيلسي" الإنجليزي، من بين المتحدثين في المنتدى يوم الثلاثاء. وقال الملياردير إنه يمضي وقتاً في السعودية، ويسعى إلى تطوير قطاع التأمين في أكبر اقتصاد بالمنطقة، معبّراً عن إعجابه الشديد بالشرق الأوسط.
وتوقّع أن تتحوّل منطقة الخليج إلى المنطقة الأكثر إثارة خلال العقدين المقبلين. وأيدت مارتن من "يو بي إس" هذا الرأي، قائلةً: "هذه المنطقة واحدة من الرابحين في الوضع الاقتصادي الحالي. فعند النظر إلى الأسواق- خاصة بعد يوم التحرير- نجد أن هذه الأسواق أكثر استقراراً من غيرها".