
الشرق
تتطلع سوريا إلى استعادة الاستقرار الاقتصادي والمالي والنقدي، والتكامل مع الاقتصاد العالمي، وصولاً إلى جذب الاستثمارات المباشرة، عقب رفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب العقوبات المفروضة على البلاد منذ انطلاق الثورة على النظام السابق عام 2011.
وزير المالية محمد يسر برنية رأى أن القرار الأميركي سيساعد بلاده على جذب الاستثمارات الخارجية والتدفقات المالية، وعودتها إلى النظام المالي والنقدي العالمي، بحسب قناة "تلفزيون سوريا" على تطبيق "تليغرام".
كان ترمب أعلن أمس عزمه "رفع كل العقوبات عن سوريا" بعد محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته إلى المملكة كأولى محطات جولته الخليجية هذا الأسبوع.
ودعا برنية "المستثمرين والمؤسسات الإقليمية والدولية المالية ورجال الأعمال والدول للاستثمار في سوريا"، مشيراً إلى "فرص كبيرة وحاجة ماسة للاستثمارات في مختلف القطاعات"
كما تعهد وزير المالية بمواصلة "إعادة بناء البنية التحتية وتوفير البيئة المؤسسية والتشريعية الجاذبة للاستثمار".
حاكم المركزي: فرصة كبيرة
في منشور بصفحته على "فيسبوك"، قال حاكم مصرف سورية المركزي عبد القادر حصرية، إن "رفع العقوبات عن سوريا فرصة كبيرة لتحقيق الرؤية لاقتصاد مزدهر، والتخطيط لتطوير الأدوات النقدية، وتعزيز الشفافية والانضباط المالي".
وأشاد حصرية بالجهود الدبلوماسية، لا سيما من السعودية ودول أخرى بالمنطقة، التي سعت إلى رفع العقوبات "التي قيّدت قدرتنا على الوصول إلى النظام المالي العالمي، وأثّرت بشكل مباشر على معيشة المواطنين، وعلى عمل المؤسسات الاقتصادية والمالية".
آفاق جديدة لقطاع السياحة
من جهتها اعتبرت وزارة السياحة السورية بصفحتها على "فيسبوك" أن رفع العقوبات "سيفتح آفاقاً جديدة لاستعادة عملية الاستثمار السياحي وخلق فرص العمل وتعزيز التعاون الإقليمي في هذا المجال"، مضيفةً أن سوريا لديها "إرث حضاري وإمكانيات سياحية تؤهلها لاستقطاب المستثمرين والزوار من مختلف أنحاء العالم".
وبعد استئناف الرحلات الدولية من مطاري دمشق وحلب خلال الربع الأول من العام الجاري، قفزت سوريا 30 مركزاً دفعة واحدة لتحل بالمرتبة العاشرة بقائمة وجهات السفر الأبرز للمسافرين إلى الشرق الأوسط هذا العام التي تصدرها شركة "ويغو".
جهود سعودية تُكلل بالنجاح
تصدرت السعودية الدول المطالبة بإسقاط العقوبات المفروضة على سوريا، حتى يمكن ترميم الاقتصاد السوري المتداعي جراء الحرب. واستضافت المملكة في فبراير الماضي طاولة مستديرة لهذا الغرض أُقيمت على هامش مؤتمر العلا السنوي الأول للاقتصادات الناشئة، كان من نتائجها إصدار بيان مشترك الشهر الماضي بين المملكة والبنك وصندوق النقد الدوليين يؤكد الالتزام بدعم جهود السلطات السورية من أجل التعافي والتنمية.
وفي لحظة تاريخية، التقى ترمب الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم في العاصمة السعودية الرياض، في أول لقاء مباشر بين الطرفين منذ التغيرات الجذرية التي شهدتها سوريا.
جرى الاجتماع بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني. كما شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الاجتماع عبر الهاتف.