
بلومبرغ
تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بتعميق التعاون الاقتصادي مع دول أميركا اللاتينية والكاريبي، وعرض إعفاء بعض الدول من تأشيرات الدخول، في خطوة تهدف إلى ترسيخ صورة الصين كشريك أفضل من الولايات المتحدة.
في كلمته خلال الاجتماع الوزاري الرابع لمنتدى الصين ومجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي الذي عُقد في بكين يوم الثلاثاء، كشف شي أن بلاده ستوفر خط ائتمان بقيمة 66 مليار يوان (9.2 مليار دولار) لدعم التنمية في المنطقة المعروفة اختصاراً باسم "لاك" (LAC). كما أعلن عن تمديد نظام الإعفاء من التأشيرات ليشمل خمس دول من أعضاء المجموعة، دون أن يحددها بالاسم.
وأكد أن "الصين ودول أميركا اللاتينية والكاريبي تدافعان معاً عن التعددية الحقيقية، وتدعمان العدالة والإنصاف الدوليين". وأضاف، دون الإشارة إلى دولة بعينها، أن الحروب التجارية لا رابح فيها، وأن "التنمر أو الهيمنة لا يؤديان إلا إلى العزلة الذاتية".
تُعد هذه التصريحات أول تعليق علني للرئيس الصيني عقب إعلان واشنطن، يوم الإثنين، عن خفض مؤقت للرسوم الجمركية المفروضة على بكين، في خطوة اعتُبرت أفضل من المتوقع. كما أنها تعكس أحدث محاولات بكين لتعزيز حضورها على الساحة الدولية، من خلال تقديم نفسها كقائدة لدول الجنوب العالمي.
شراكات استثمارية صينية
تعهد شي كذلك باستيراد كميات أكبر من السلع من دول أميركا اللاتينية والكاريبي، إلى جانب تشجيع الاستثمارات الصينية في المنطقة، واصفاً الصين بأنها شريك مفيد. ومع ذلك، لم يتناول في كلمته المخاوف المتزايدة من فائض الطاقة الإنتاجية في الصين، في وقت بدأت فيه بعض دول المنطقة بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب الصيني لحماية صناعاتها المحلية.
جمع المنتدى، الذي أُسس عام 2014، الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إلى جانب قادة من كولومبيا وتشيلي، ومسؤولين رفيعي المستوى من دول المجموعة البالغ عددها 33 دولة.
وسعت الصين من وجودها في أميركا اللاتينية بشكل مطرد، لتُصبح أحد أبرز مصادر التمويل وشريكاً تجارياً أساسياً للعديد من البلدان. وقد انضمت أكثر من اثنتي عشرة دولة في المنطقة إلى مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقتها بكين، ما أسفر عن تدفق استثمارات صينية ضخمة في مشروعات مثل مترو بوغوتا وميناء تشانكاي في بيرو.
توسع تجاري ومنافسة جيوسياسية
أبرمت الصين اتفاقيات تجارة حرة مع كل من تشيلي وبيرو وكوستاريكا ونيكاراغوا. وذكر الرئيس الصيني في كلمته أن حجم التبادل التجاري بين بلاده ودول أميركا اللاتينية والكاريبي تجاوز للمرة الأولى 500 مليار دولار خلال العام الماضي، مسجلاً نمواً يزيد عن 40 ضعفاً مقارنة بعام 2000.
ورغم الإعلان عن هدنة تجارية لمدة 90 يوماً يوم الإثنين، فإن الرسوم الجمركية الصارمة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب هذا العام دفعت بكين إلى تعزيز صورتها كداعمٍ للنظام الاقتصادي العالمي القائم، وتقوية تحالفاتها حتى مع شركاء الولايات المتحدة التقليديين.
في المقابل، كثفت إدارة ترمب جهودها لمواجهة النفوذ الصيني، إذ تعهد وزير الدفاع بيت هيغسيث مؤخراً بالتصدي لما وصفه بـ"النفوذ الخبيث" لبكين في قناة بنما، بينما ناشد وزير الخزانة سكوت بيسنت الأرجنتين علناً بتقليص اعتمادها على القروض الصينية.