20 دولة على رأس أولويات فريق ترمب بمحادثات الرسوم الجمركية

القائمة تضم اليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام.. ودولاً أصغر مثل فيجي وليسوتو وموريشيوس

time reading iconدقائق القراءة - 7
سفينة حاويات في ميناء يوكايتشي في يوكايتشي، اليابان - بلومبرغ
سفينة حاويات في ميناء يوكايتشي في يوكايتشي، اليابان - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تشمل المحادثات التجارية الأولى لإدارة ترمب مزيجاً مختاراً من المصدرين الرئيسيين والاقتصادات الأصغر، إذ يتطلع البيت الأبيض للتوصل إلى اتفاقيات قد تكون بمثابة نماذج لمفاوضات أخرى.

فريق الرئيس دونالد ترمب حدد قائمة تضم نحو 20 شريكاً كأساس للمفاوضات المبكرة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم. وأضافوا أن مكتب الممثل التجاري الأميركي أطلع المشرّعين على الأهداف.

القائمة تشمل دولاً مثل اليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام، وهي جميعها من أهم مصادر الواردات الأميركية التي يسعى ترمب إلى تقليص العجز التجاري معها. كما تشمل شركاء أصغر نسبياً مثل فيجي وليسوتو وموريشيوس، وفقاً للأشخاص.

نماذج الاتفاقيات التجارية

صرح وزير الخزانة سكوت بيسنت بأن الولايات المتحدة تُركز على المحادثات مع 18 دولة، لكنه لم يُعلن عن القائمة الكاملة. ويشمل ذلك الصين، التي من المقرر أن تبدأ المحادثات معها نهاية هذا الأسبوع. وصرح وزير التجارة هوارد لوتنيك بأن هذه القائمة مُصممة لوضع "نماذج" للتوصل بسرعة إلى صفقات أخرى.

وقال لوتنيك لتلفزيون بلومبرغ: "نحاول أن نظهر للناس إطاراً لكيفية ممارسة الأعمال التجارية حتى نتمكن من العمل بشكل أسرع بكثير".

تجدر الإشارة إلى أن قائمة الأهداف ليست شاملة. إذ أجرى مسؤولو الإدارة الأميركية أيضاً مناقشات مع دول أخرى، مثل البرازيل والفلبين. كما يواصل مفاوضو الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة محادثاتهم.

ولم يستجب البيت الأبيض ووزارة التجارة ومكتب الممثل التجاري الأميركي لطلبات التعليق.

اشتكت بعض الدول سراً من عدم تقديم الولايات المتحدة طلبات واضحة للدول التي تسعى إلى تخفيف الرسوم الجمركية، وتشير المحادثات المبكرة إلى أن الولايات المتحدة قد تعطي الأولوية للدول الأقل أهمية لتكون قدوةً للآخرين.

في أحد الاجتماعات، قال الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير إن الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، يجب أن يعرف ما يسعى إليه فريق ترمب، وفقاً للسيناتور الجمهوري ماركوين مولين من أوكلاهوما، خاصةً إذا كانت دول مثل كمبوديا ومدغشقر وفيتنام تقدم عروضاً لتلبية مطالب الإدارة.

الهند وكوريا الجنوبية واليابان

أعرب الجمهوريون عن تطلعهم لإتمام الصفقات. وقال السيناتور كيفن كريمر، من ولاية داكوتا الشمالية، إن بعض الأعضاء شجعوا غرير على تأجيل إصدار الإعلانات حتى يوليو، عندما تنتهي مهلة التسعين يوماً التي فرضها ترمب على الرسوم الجمركية المرتفعة في 2 أبريل، بالنسبة للدول التي لم تتوصل إلى اتفاق.

وقال كريمر: "يبدو أن هناك الكثير مما يحدث، وسنسمع عنه قريباً. الناس قلقون للغاية".

وتشمل القائمة أيضاً المملكة المتحدة، التي أعلن ترمب عن إطار اتفاقي معها يوم الخميس، والذي كان محدود النطاق. كما تظهر الهند، التي تجري مناقشات متقدمة مع مسؤولي ترمب، على جدول الأعمال، وكذلك كوريا الجنوبية واليابان. وحذر لوتنيك من أن الاتفاقين الأخيرين "لن يتم التوصل إليهما بسرعة".

بالإضافة إلى هؤلاء الشركاء، يُقال إن الإدارة تُعطي أولوية للمفاوضات مع أستراليا، والأرجنتين، وكمبوديا، والإكوادور، وإندونيسيا، وإسرائيل، ومدغشقر، وماليزيا، وسويسرا، وتايوان، وفقاً للمصادر.

يتفاوت الحجم الاقتصادي لهذه الدول بشكل كبير. على سبيل المثال، تستورد الولايات المتحدة من اليابان في المتوسط ​​يومياً أكثر مما تستورده من ليسوتو على مدار عام كامل.

ومع ذلك، فإن إدراج دول أصغر يُشير إلى أن البيت الأبيض يسعى إلى إبرام اتفاقيات أقل تعقيداً بسرعة، حتى لو كانت الاتفاقيات الفردية بحد ذاتها لن تؤثر على التجارة الأميركية بشكل يُذكر. ويمكن للدول المجاورة، بدورها، الاستفادة من هذه الاتفاقيات.

وفقاً لشخص مطلع على المناقشات، تُجري دول أصغر أخرى محادثات لتجنب فرض رسوم جمركية "متبادلة" أعلى، مثل ليختنشتاين. وصرح كيفن هاسيت، كبير المستشارين الاقتصاديين لترمب، لشبكة "سي إن بي سي" يوم الجمعة بأن "حوالي 24" دولة على وشك التوصل إلى اتفاقات على غرار المملكة المتحدة.

بدء المفاوضات مع الصين

سيبدأ بيسنت وغرير محادثات مع المسؤولين الصينيين في نهاية هذا الأسبوع، وكان ترمب قد طرح يوم الجمعة فكرة خفض تعريفاته الجمركية على الصين من 145% إلى 80%. وأبلغ مسؤولو مكتب الممثل التجاري الأميركي المشرّعين أنه رغم أن المفاوضات مع بكين تلوح في الأفق، إلا أنها تُعتبر مساراً مختلفاً عن الآخرين، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على المناقشات.

عرّفت بعض الدول نفسها كشركاء راغبين في التوصل لاتفاقات. وأعلنت سويسرا أنها واحدة من 15 دولة ستحصل على "معاملة تفضيلية نوعاً ما"، وقد تشهد تمديد تجميد ترمب للتعريفات الجمركية إلى ما بعد الموعد النهائي في يوليو إذا لزم الأمر.

أجرت حكومة الأرجنتين، بقيادة خافيير ميلي، حليف ترمب، سلسلة من المناقشات التجارية مع كبار مسؤولي الرئيس. وصرح بيسنت بأن الأرجنتين ستكون "في مقدمة الصف".

أشار غرير إلى جنوب شرق آسيا كأولوية. وصرح لشبكة "CNBC" هذا الأسبوع: "هناك نعاني من بعض أكبر عجزنا التجاري، نجري محادثات مثمرة مع فيتنام ودول أخرى، وهم يدركون ما نسعى إلى حلّه".

ومن المقرر إجراء مفاوضات مع كمبوديا الأسبوع المقبل، وفقاً لتقرير إعلامي محلي، بينما بدأت ماليزيا المحادثات الشهر الماضي. وأجرى مسؤولون أميركيون مناقشات مع نظرائهم في إندونيسيا وتايوان.

صفقة الهند لا تزال معقدة

حذّر لوتنيك يوم الخميس من أن صفقة الهند لا تزال معقدة، إذ جاء الإعلان عن اتفاقية التجارة مع المملكة المتحدة مليئاً بالتحذيرات، وتُركت تفاصيل رئيسية للنقاش. وصرح لوتنيك لتلفزيون بلومبرغ: "الأمر يتطلب وقتاً وجهداً- لذا امنحونا فرصة، لا تُلحّوا علينا".

مصير الدول الأخرى يبقى أكثر غموضاً. فأستراليا، مثل المملكة المتحدة، تُعاني من عجز تجاري في السلع مع الولايات المتحدة، مما يجعلها مرشحاً رئيسياً لاتفاقية إطارية. لكن ترمب وكبار المسؤولين أشاروا مراراً وتكراراً إلى أن تعريفته الأساسية البالغة 10% تُمثّل حداً أدنى، وهو موقفٌ عزّزته اتفاقية المملكة المتحدة.

وقد تتوقف أي صفقة، بدلاً من ذلك، على إعفاءات من رسوم جمركية أخرى، مثل الرسوم الأميركية بنسبة 25% على المعادن، أو التهديد بفرض رسوم بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية، مما يُهدد بسحق صناعة السينما الأسترالية الناشئة.

ليس من الواضح ما يمكن أن تقدمه بعض أصغر الاقتصادات للولايات المتحدة مقابل الحصول على معاملة تفضيلية.

على سبيل المثال، تعاني ليسوتو، وهي مملكة جبلية أفريقية يقل عدد سكانها عن عدد سكان شيكاغو، من عجز تجاري كبير مع الولايات المتحدة نتيجة تصدير الألماس والملابس.

تُعدّ ليسوتو من أفقر دول العالم، وتواجه رسوماً جمركية متبادلة بنسبة 50% في حال عدم التوصل إلى اتفاق. وقد منحت مؤخراً شركة "ستارلينك"، المملوكة للملياردير إيلون ماسك، الداعم لترمب، ترخيصاً للعمل لمدة عشر سنوات، وتعهدت بإيجاد سبل لإزالة العقبات الأخرى أمام الاستثمار الأميركي.

تصنيفات

قصص قد تهمك