الرئيس الصيني يأمل في اتفاق سلام عادل لإنهاء الحرب في أوكرانيا

أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن أمله في التوصل إلى اتفاق سلام "عادل" بشأن أوكرانيا، في أحدث خطوة للمواءمة بين الآراء المختلفة بهدف إصلاح العلاقات مع أوروبا في ظل الحظر التجاري الفعلي الذي فرضته الولايات المتحدة.

قال شي لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال جلسة لتناول الشاي في موسكو الخميس، إن الصين تأمل في إمكانية التوصل إلى "اتفاق سلام عادل ودائم وملزم يحظى بقبول كل الأطراف المعنية" عبر الحوار، بحسب وكالة "شينخوا".

رغم أن شي لم يُوضح مزيداً من التفاصيل حول إطار الاتفاق المحتمل، تمثّل هذه أول تصريحات يحدد فيها الرئيس الصيني المبادئ الأساسية لاتفاق يهدف إلى إنهاء حرب أوكرانيا، كما أنها تكرر ما ورد في بيان وزير الخارجية وانغ يي الذي صدر في مارس، والذي أشار فيه إلى أن كل أطراف النزاع تسعى إلى "اتفاق سلام عادل ودائم، ملزم ويحظى بقبول الجميع".

مساعٍ صينية لإنهاء الحرب

طرحت الصين في فبراير 2023 خطة مُكونة من 12 نقطة لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، لكن حلفاء كييف سارعوا إلى رفض الخطة التي كانت ستؤدي إلى رفع العقوبات عن موسكو مع الإبقاء على القوات الروسية في الأراضي الأوكرانية. مع ذلك، فإن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب من ذلك الحين بشأن الحرب أشارت إلى انفتاح محتمل على تقديم تنازلات مشابهة لموسكو.

يزور شي موسكو لأربعة أيام مع احتفال روسيا بالذكرى الثمانين لهزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. ويعد الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو دي سيلفا، ورئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو من بين زعماء أكثر من 20 دولة سيحضرون مع بوتين عرض "يوم النصر" العسكري السنوي الذي يُقام في التاسع من مايو في الميدان الأحمر في موسكو.

كما تأتي تصريحات شي بعد إشارة ترمب إلى أنه "من الطبيعي" بالنسبة له طلب مساعدة الصين للتوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. حيث دعا الرئيس الأميركي، في منشور على منصات التواصل الاجتماعي، إلى وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً بهدف التمهيد للمفاوضات، وهدد بفرض مزيد من العقوبات حال انتهاك الهدنة.

تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي

تتجه الصين والولايات المتحدة إلى عقد مفاوضات في جنيف نهاية الأسبوع الجاري. وبينما تدرس إدارة ترمب إمكانية إجراء خفض كبير في الرسوم الجمركية، اتخذ المسؤولون في بكين موقفاً أكثر حذراً، ودعوا الولايات المتحدة إلى إلغاء الرسوم الجمركية الأحادية المفروضة على البضائع الصينية.

تسعى حكومة شي في الآونة الأخيرة إلى إصلاح العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وتقدم نفسها على أنها شريك أكثر موثوقية في ظل نفور ترمب من الاتحاد الأوروبي. وفيما قررت بكين وبروكسل رفع القيود عن التبادلات التجارية بينهما، دعا شي الجانبين في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى "إدارة الخلافات" بشكل مناسب، والتصدي المشترك للـ"ترهيب الأحادي".