أسهم باكستان تنزف والهند تصمد وسط تبادل الضربات العسكرية

تصعيد التوترات السياسية ألقى بظلاله على الأسواق ومخاوف من أزمة ممتدة بين الجارتين

time reading iconدقائق القراءة - 5
مشاة ينظرون إلى شاشة إلكترونية تعرض أسعار أوراق مالية مثبتة على واجهة بورصة مومباي. الهند - المصدر: بلومبرغ
مشاة ينظرون إلى شاشة إلكترونية تعرض أسعار أوراق مالية مثبتة على واجهة بورصة مومباي. الهند - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تراجعت الأسهم الباكستانية، فيما حافظت الأصول الهندية على استقرارها، بعد أن نفذت الدولتان ضربات انتقامية متبادلة متوقعة، في أعقاب هجوم لمتشددين الشهر الماضي في كشمير.

هبط مؤشر "كيه إس إي 30" (KSE-30) القياسي في باكستان بحوالي 6.1% بالغاً أدنى مستوى له منذ 4 ديسمبر، قبل أن يقلص جزءاً من خسائره. 

أما في الهند، فتذبذب مؤشر "إن إس إي نيفتي 50" (NSE Nifty 50) بين المكاسب والخسائر، بعد أن تراجع في البداية بنسبة 0.7%. كما انخفضت العملة الهندية بنسبة 0.4% أمام الدولار، بينما لم يطرأ تغير يُذكر على عوائد السندات لأجل 10 سنوات.

الهند وباكستان.. تصعيد حربي

قالت الهند، في وقت مبكر من يوم الأربعاء، إنها نفذت بدقة ضربات عسكرية هندية ضد باكستان، بعد اتهامها لإسلام أباد بالوقوف وراء الهجوم الإرهابي. وجاءت هذه الضربات بعد ساعات فقط من إعلان الهند والمملكة المتحدة عن اتفاقية تجارة حرة، وهو ما ساعد على تخفيف تأثير التوترات على الأصول المالية الهندية.

قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ إن جيش بلاده أسقط خمس مقاتلات هندية.

وتوفر الاتفاقية مع المملكة المتحدة للهند نموذجاً محتملاً لمفاوضاتها التجارية الجارية مع الولايات المتحدة. كما دعمت الأصول المحلية الهندية انتعاش الأسواق الإقليمية، التي تلقت دعماً أيضاً من إجراءات التحفيز الاقتصادي التي اتخذتها الصين.

تأثير محدود للضربات على الاقتصاد

قال أميت كومار جوبتا، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "فينتريك كابيتال" (Fintrekk Capital) ومقرها نيودلهي: "اتفاق التجارة بين الهند والمملكة المتحدة، وخفض الصين للفائدة وضخ السيولة، والاتفاقات التجارية المحتملة بين الولايات المتحدة والهند، وكذلك بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمتوقع إعلانها هذا الأسبوع، تمثل أحداثاً اقتصادية ذات تأثير أكبر بكثير اليوم... أما الضربات العسكرية فلن يكون لها تأثير يُذكر على المدى القصير أو المتوسط".

يأتي هذا التعافي بعد شهر من الأداء القوي نسبياً للأسواق الهندية، حيث حقق مؤشر "نيفتي" مكاسب للشهر الثاني على التوالي في أبريل، وسجلت الروبية أعلى مستوى لها في خمسة أشهر، بدعم من تدفقات أجنبية متجددة وتفاؤل بشأن اتفاق تجاري محتمل مع الولايات المتحدة. 

باكستان تتهم الهند بإعاقة تدفق مياه نهر السند مع تصاعد التوترات.. المزيد هنا

مع ذلك، حذر محللون من أن تجدُّد التوترات مع باكستان قد يدفع الحكومة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، على حساب الاستثمارات الرأسمالية.

صمود الهند في وجه الاضطرابات

جذبت الأسواق الهندية في الآونة الأخيرة اهتمام صناديق الاستثمار العالمية، مدفوعة بصمود الاقتصاد في وجه اضطرابات التجارة، ودعم البنك المركزي الهندي من خلال خفض الفائدة وتوفير سيولة قوية. 

وفي أبريل، ضخ المستثمرون الأجانب نحو 1.3 مليار دولار صافياً في الأسهم الهندية المحلية، بعدما سجلت الأسواق عمليات سحب تجاوزت 3 مليارات دولار في وقت سابق من الشهر.

هذا التفاؤل دفع بأسواق الأسهم الهندية إلى الصدارة بين 90 مؤشراً رئيسياً تتابعها وكالة بلومبرغ منذ إعلان التعريفات الجمركية في 2 أبريل. وأضاف الارتفاع مقارنة بأدنى مستوى في أبريل أكثر من 400 مليار دولار إلى القيمة السوقية لسوق الأسهم الهندية، لترتفع إلى 4.4 تريليون دولار.

الأسهم والسندات الباكستانية تتضرر

في المقابل، شهدت الأسهم والسندات الباكستانية أسوأ أداء شهري منذ عام 2023، وسط مخاوف من أن تؤدي المواجهة المتصاعدة مع الهند إلى مزيد من الضرر لاقتصاد البلاد الهش.

قالت سونال فارما، الخبيرة الاقتصادية في "نومورا هولدينغز" (Nomura Holdings): "ستبقى الأسواق في حالة ترقب على المدى القصير مع استمرار ضبابية الوضع، لكن التجارب السابقة تُظهر أن التأثير الاقتصادي والسوقي للأحداث الجيوسياسية المشابهة يكون عادةً قصير الأمد".

وفي النزاعات السابقة، لم يؤدِ تصاعد التوترات الحدودية بين الهند وباكستان إلى زعزعة ثقة المستثمرين في الأسهم الهندية إلا بشكل مؤقت. 

ففي فبراير 2019، ارتفع مؤشر "نيفتي 50" بأكثر من 1% بعد أسبوع من إعلان الهند تنفيذ ضربات دقيقة داخل الأراضي الباكستانية رداً على هجوم استهدف قاعدة عسكرية.

تصنيفات

قصص قد تهمك