ترمب واثق من التوصل إلى اتفاق تجاري مع أوروبا لكن دون عجلة

رئيسة وزراء إيطاليا تدعو ترمب لزيارة رسمية للقاء قادة الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى حل

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة مركبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني - بلومبرغ
صورة مركبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماعه مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، لكنه أشار إلى أنه ليس في عجلة من أمره لإتمام اتفاقيات الرسوم الجمركية.

وأشار ترمب يوم الخميس قائلاً: "سيكون هناك اتفاق تجاري، أتوقعه تماماً، لكنه سيكون اتفاقاً عادلاً".

لم يُحدد الرئيس أي جدول زمني لتوقعه إتمام أولى الاتفاقيات مع الشركاء التجاريين الساعين لتجنب الرسوم الجمركية المرتفعة، مكتفياً بالقول إنها ستُبرم "في مرحلة معينة"، مُصراً على أن الدول الأخرى ستحتاج إلى تقديم تنازلات.

وأضاف قائلاً: "لسنا في عجلة من أمرنا. لن نواجه أي صعوبة تُذكر في إبرام صفقة مع أوروبا أو أي جهة أخرى".

ميلوني قالت إنها تهدف إلى دعوة ترمب لزيارة رسمية إلى إيطاليا وتنظيم اجتماع مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي لمناقشة التجارة. من شأن تأمين مفاوضات مباشرة مع الاتحاد لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إتاحة فرصة التحدث مع ترمب لأول مرة، وسيساهم ذلك في ترسيخ دور ميلوني كحلقة وصل بين أوروبا والولايات المتحدة.

أهمية زيارة ميلوني إلى واشنطن

زيارة ميلوني لواشنطن تحظى بمتابعة عن كثب من قبل شركاء تجاريين آخرين يتوقون لمعرفة أي تلميحات حول التنازلات التي يسعى ترمب للحصول عليها.

صرحت ميلوني يوم الخميس: "أنا متأكدة من قدرتنا على إبرام صفقة، وأنا هنا للمساعدة في ذلك". وأكدت أن ترمب سيحتاج إلى التواصل مع قادة أوروبيين آخرين، مضيفةً: "لا يمكنني إبرام هذه الصفقة باسم الاتحاد الأوروبي".

يُنظر إلى رئيس الوزراء الإيطالي، الحليف الأيديولوجي للرئيس الأميركي وزعيم مجموعة السبع، على أنه جسر مُحتمل بين إدارته والاتحاد الأوروبي في خضم نزاع تجاري هزّ الأسواق المالية وعمّق المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي.

إبرام الاتفاقيات خلال تسعين يوماً

دفع قرار ترمب الأسبوع الماضي بتعليق الرسوم الجمركية المرتفعة على الاتحاد الأوروبي وشركاء تجاريين آخرين القادة الأجانب إلى الإسراع في إبرام صفقات مع الإدارة خلال فترة تفاوض مدتها 90 يوماً. ويواجه الاتحاد الأوروبي رسوماً جمركية "متبادلة" بنسبة 20% إذا لم يتوصل إلى اتفاق مع ترمب- أي ضعف المعدل الحالي البالغ 10%.

وأشار ترمب إلى أنه لا يزال يتوقع "خط أساس لعدد كبير" من الرسوم الجمركية على الواردات، مشيراً إلى أنه لن يتخلى عن الرسوم الجمركية بشكل كامل.

قُبيل اجتماع ترمب مع ميلوني، قال مسؤولون كبار في الإدارة إن الزعيمين سيناقشان سبل تعزيز صادرات الطاقة الأميركية وتعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي.

شملت المحادثات بين الجانبين مجموعة واسعة من القضايا التجارية، بما في ذلك تخفيف رسوم الاستيراد والحواجز التنظيمية للشركات الأميركية، بالإضافة إلى تعزيز الفرص المشتركة في مجالات الفضاء والاتصالات والتكنولوجيا الحيوية، بحسب المسؤولين، الذين أطلعوا الصحفيين شريطة عدم الكشف عن هوياتهم قبل الاجتماع.

سعى المسؤولون إلى التأكيد على أن الولايات المتحدة تعتبر إيطاليا شريكاً اقتصادياً رئيسياً وسوقاً رئيسيةً للسلع والخدمات الأميركية في الاتحاد الأوروبي. وبينما ستتناول المناقشات الرسوم الجمركية، سيناقش القادة المخاوف العالمية، بما في ذلك الشحن والمسائل المتعلقة بالدفاع، والإنفاق على الأمن الجماعي، وإنهاء الحرب في أوكرانيا، وفقاً للمسؤولين.

ترمب يشارك في مفاوضات التجارة شخصياً

يشارك ترمب شخصياً في محادثات التجارة مع القادة الأجانب، وتأتي زيارة ميلوني بعد يوم من استضافته وفداً يابانياً كما تحدث أيضاً مع الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم.

أقرّ المسؤولون الإيطاليون، قبيل زيارة ميلوني، بانخفاض توقعاتهم بشأن التوصل إلى اتفاق في محادثات يوم الخميس. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن معظم الرسوم الجمركية المفروضة على الاتحاد الأوروبي لن تُرفع، ولم يُحرز تقدم يُذكر في مُناقشات التجارة التي جرت في وقت سابق من هذا الأسبوع بين الجانبين.

بالإضافة إلى التعريفة الجمركية الأساسية، فرضت الولايات المتحدة رسوماً إضافية تستهدف قطاعات تشمل السيارات والصلب والألمنيوم. يذهب حوالي 10% من صادرات إيطاليا إلى الولايات المتحدة، وستتأثر بعض أهم منتجاتها، بما في ذلك السيارات والأدوية والأغذية والنبيذ، بشدة بالتعريفات الجمركية.

زيادة الإنفاق العسكري

إلى جانب التجارة، يضغط ترمب أيضاً على شركائه الأمنيين الأوروبيين لتعزيز الإنفاق العسكري.

وقد تحركت إيطاليا لزيادة الإنفاق الدفاعي في السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن تكشف الدولة، التي لطالما كانت متأخرة في هذا المجال، عن خطط لتحقيق هدف حلف شمال الأطلسي البالغ 2%، وفقاً لما ذكرته بلومبرغ. ولا يزال هذا أقل بكثير من الحد الأقصى الذي يفضله ترمب، وهو 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع- ويكاد يكون من المستحيل على إيطاليا تحقيقه دون تغييرات كبيرة في ميزانيتها.

من المتوقع أن تُؤكد ميلوني مجدداً على الموقع الاستراتيجي لإيطاليا في البحر الأبيض المتوسط، وكيف أن أي سحب للموارد الدفاعية الأميركية سيُلحق الضرر بالأمن الجماعي الشامل.

وقالت يوم الخميس: "أوروبا، كما تعلمون، ملتزمة ببذل المزيد من الجهود"، بما في ذلك "مساعدة الدول الأعضاء وزيادة الإنفاق الدفاعي".

رداً على سؤال عمّا إذا كان ترمب سيقبل إنفاقاً أقل من 5%، كرّر مسؤول كبير رغبة الرئيس في أن تزيد الدول الأوروبية مساهماتها الدفاعية.

عقب الاجتماع مع ترمب، ستعود ميلوني إلى روما. ومن المقرر أن تستضيف نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس يوم الجمعة. وقد اتسمت آراء فانس بشأن أوروبا بالعداء العلني، وتجلّى ذلك بشكل خاص في خطابه في مؤتمر ميونيخ للأمن هذا العام، حيث وبّخ قادة القارة، متهماً إياهم بالتراجع عن القيم الديمقراطية.

تصنيفات

قصص قد تهمك