شي يناور في آسيا لتقوية أوراقه بوجه ترمب.. فهل ينجح باستمالة جيرانه؟

الرئيس الصيني يسعى لخلق موقف موحد لدول المنطقة بدلاً من إجراء مفاوضات انفرادية مع الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 4
المصدر:

الشرق

في ظل تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، اختار الرئيس الصيني شي جين بينغ القيام بجولة آسيوية في محاولة لإعادة رسم موازين القوى في المنطقة وضمان عدم استسلامها للضغوط الأميركية، خاصة أن العديد من تلك الدول أبدى رغبة أو بدأ بالفعل في مفاوضات مع إدارة ترمب، فهل سينجح في اكتساب ولائها؟. كان هذا محور برنامج "تقرير آسيا" على قناة "الشرق" لهذا الأسبوع. 

شرع الرئيس الصيني في جولة آسيوية هذا الأسبوع بدأها بزيارة فيتنام ثم ماليزيا، ويختتمها بزيارة لكمبوديا. دعا شي جين بينغ دول المنطقة إلى الوقوف ضد "الهيمنة السياسية وسياسات فرض النفوذ"، عارضاً الشراكة مع بكين كـ"بديل أفضل" وسط تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.

خلق موقف موحد

بيتر ألكسندر، المدير العام في "زي بن أدفايزرز" (Z-Ben Advisors)، قال خلال مشاركته في البرنامج إن شي يهدف من هذه الزيارات إلى تجميع القوى في المنطقة لاتخاذ موقف موحد بدلاً من إجرائها مفاوضات انفرادية مع الولايات المتحدة.

أما ميشيل لام، الخبيرة الاقتصادية في "سوسيتيه جنرال هونغ كونغ" (Societe Generale Hong Kong)، فترى أن شي أراد توصيل رسالة بأن الولايات المتحدة بفرضها رسوماً جمركية لا تحترم نظام التجارة العالمي الذي أسسته، مضيفةً أنه وجّه دعوة لدول آسيا بأن الفرصة متاحة للعب دور في وضع النظام العالمي الجديد. 

وأوضحت، خلال مشاركتها في البرنامج، أن الزيارة تأتي في وقت أجّلت فيه الولايات المتحدة رسومها على تلك الدول لمدة 90 يوماً، وأبدت فيه دول المنطقة استعدادها لتقديم تنازلات إلى الولايات المتحدة. وقالت "تريد بكين أن توحي بأنها أكثر انفتاحاً على هذه الدول ومستعدة لتقديم المزيد من الفرص لهم في مواجهة الولايات المتحدة". 

خلال زيارته إلى ماليزيا، شدّد شي على أهمية التضامن بين دول "الأسرة الآسيوية"، مؤكداً أن الصين وماليزيا ستقفان جنباً إلى جنب لمواجهة النزاعات الجيوسياسية، وحماية التنمية الإقليمية. ووقّع الجانبان 31 اتفاقية شملت التعاون في الصناعة، سلاسل الإمداد، الزراعة والنقل، مع تعهد ببناء "شراكة استراتيجية رفيعة المستوى".

رغبة آسيوية في التفاوض

كان العديد من الدول الآسيوية قد أبدى رغبةً في التفاوض مع الجانب الأميركي بشأن التعريفات الجمركية. وقال رئيس وزراء ماليزيا، أنور إبراهيم، في كلمته الافتتاحية أمام "مؤتمر آسيان للاستثمار 2025" في كوالالمبور الأسبوع الماضي، إن بلاده وشركاءها في رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) سيرسلون مسؤولين إلى العاصمة الأميركية واشنطن لإجراء محادثات مع إدارة ترمب.

في الثاني من أبريل، أعلن الرئيس الأميركي عن قائمة من الرسوم الجمركية المتبادلة على أكثر من 75 دولة، قبل أن يقوم بتعليقها بعد دخولها حيز التنفيذ بساعات على جميع الدول باستثناء الصين في التاسع من أبريل. وتصاعد تبادل التعريفات بين بكين وواشنطن لتصل إلى 145% على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية، في المقابل بلغت جمارك الصين على السلع الأميركية 125%.

الحياد الخيار الأمثل

ترى لام أن أفضل استراتيجية لهذه الدول أن تبقى على الحياد وأن لا تميل إلى أحد الطرفين، خاصة وأن دولاً، مثل فيتنام، تعتمد على الطلب من كل من الولايات المتحدة ومن الصين على السواء. وأضافت أن مصلحة دول المنطقة مع الجانبين، فالشركات الأميركية متواجدة هناك، ولدى الصين استراتيجية لتوسيع استثماراتها فيها، "لذا فالبقاء على الحياد، رغم صعوبته، هو الخيار الأمثل".

رغم التصعيد المتبادل، أبدت الصين استعدادها للانخراط في محادثات تجارية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لكنها اشترطت اتخاذ عدة خطوات مسبقة، من بينها ضبط التصريحات المسيئة الصادرة عن بعض أعضاء الإدارة، في المقابل، دعا ترمب بكين إلى التواصل معه لبدء مفاوضات تهدف إلى حل النزاع التجاري المتصاعد، واصفاً الوضع بأن "الكرة في ملعب الصين".

تصنيفات

قصص قد تهمك