
الشرق
يترقب الأردني حسن أسميك، مالك نادي ميونيخ 1860 المنافس بدوري الدرجة الثالثة الألماني، فرصة لشراء حصة في نادي النصر السعودي وكذلك في الأهلي المصري.
كان أسميك قد أعلن عن رغبته في بيع حصته بنادي ميونيخ 1860 التي اشتراها عام 2011، مقابل 18 مليون يورو، منها 5 ملايين من ديون النادي التي كانت تبلغ 10 ملايين يورو، لينقذ النادي من الإفلاس في ذلك الوقت.
النصر السعودي والأهلي المصري
أسميك، وهو رئيس مجلس إدارة "مجموعة حسن أسميك" ومقرها أبوظبي، قال لـ"الشرق": "أنا من مشجعي ومحبي نادي النصر في المملكة العربية السعودية، وإذا تم طرح أسهم النادي في أي وقت، أو كذلك النادي الأهلي المصري، فسأكون مهتماً جداً بشراء حصص فيهما".
أضاف: لدي رغبة واضحة في الاستحواذ على أكثر من 50% فيهما حال تم طرحهما".
ولم يتم طرح أي حصص للبيع في الناديين، حيث يستحوذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على 75% من أسهم نادي النصر، فيما يمتلك الـ25% الأخرى مؤسسة غير ربحية تضم كل أعضاء النادي.
أما النادي الأهلي المصري فهو من الأندية الأهلية المملوكة لأعضاء الجمعية العمومية، تحت رقابة وزارة الشباب والرياضة في مصر.
تحديات كبيرة
واجه أسميك تحديات كبيرة في تجربته مع ميونيخ 1860، جعلته يرغب في بيع حصته بالنادي بعد 14 عاماً، ويقول: "القاعدة الجماهيرية والإمكانيات الكبيرة من أهم الدوافع التي جذبتني للاستثمار في نادي ميونيخ 1860. في عام 2011، قمت بالاستحواذ على 60% من أسهم النادي مقابل 18 مليون يورو، لكن حجم الاستثمارات التي تم ضخها في النادي خلال 14 عاماً تجاوز 100 مليون يورو".
أضاف: "رغم امتلاكي للأغلبية، فإن القانون الرياضي الألماني، وخاصة قاعدة "50+1"، يحد من صلاحيات الإدارة، حيث تظل السلطة بيد أعضاء الجمعية العمومية. حالياً، ندرس عدداً من العروض الاستثمارية لبيع حصتي، ونرى أن أي مستثمر جاد ينبغي أن يكون مستعداً لضخ استثمارات تُقدر بـ300 مليون يورو في البنية التحتية للنادي، وهو ما قد يرفع من القيمة السوقية للنادي لتتجاوز ملياري يورو".
يرى أسميك أنه من المحتمل أن تكون هناك بعض النظرات العنصرية لدى جزء من الجماهير تجاه الجنسيات الأجنبية، سواء كانت عربية أو غيرها، لكن التحدي الأكبر يكمن في موقف البعض المعادي لفكرة الاستثمار من الأساس، حتى وإن كان المستثمر ألمانياً. فهناك من يرى أن إدارة النادي يجب أن تظل حكراً على الأعضاء والجمهور.
تجارب عربية ناجحة
يؤمن أسميك، البالغ من العمر 47 عاماً، أن الاستثمار في القطاع الرياضي يُعد أمراً بالغ الأهمية، ومن وجهة نظره فإن بريطانيا من أكثر الدول دعماً وتشجيعاً لهذا النوع من الاستثمارات، بفضل وضوح القوانين ووجود رؤية استراتيجية واضحة.
وقال: "تجربة مانشستر سيتي المملوك للشيخ منصور بن زايد نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة تُعد مثالاً ناجحاً على ذلك، إضافة إلى المشاريع الواعدة في أندية مثل نيوكاسل المملوك لصندوق الاستثمارات العامة السعودي وأستون فيلا المملوك للملياردير المصري ناصف ساويرس".
تابع: "بالمقابل، تواجه بعض الدول الأوروبية تحديات تحد من جاذبية الاستثمار الرياضي فيها، مثل ألمانيا، التي تعاني من تعقيدات قانونية وتنظيمية. في حين أن فرنسا، إسبانيا، وإيطاليا تُظهر انفتاحاً أكبر على هذا النوع من الاستثمارات، وتسعى بجدية لتجاوز العقبات التي تعيق تطور ونمو هذا القطاع".
نصح أسميك من يقدمون على تجربة الاستثمار الرياضي بضرورة فهم القوانين الرياضية المحلية بشكل دقيق، خاصة في الدول الأوروبية، حيث تُمنح الجماهير في بعض الأحيان صلاحيات مؤثرة على إدارة الأندية، مما قد يعقد مهمة المستثمر. في المقابل، تُعد دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة بيئات أكثر وضوحاً واستقراراً للاستثمار الرياضي.
وختم: "الاستثمار في كرة القدم يتطلب فهماً خاصاً، فهي ليست مجرد أرقام وصفقات، بل تدخل فيها عوامل إنسانية مثل المشاعر والانتماء الجماهيري والعاطفة، ما يجعلها فريدة من نوعها".