بلومبرغ
قادت شركات الصين التي تدافعت لإرسال البضائع إلى الولايات المتحدة مستبقة فرض رسوم جمركية جديدة، زيادة الصادرات خلال نوفمبر المنصرم، في حين انخفضت الواردات على نحو غير متوقع في علامة أخرى على ضعف الاقتصاد المحلي.
ارتفعت الصادرات 6.7% لتصل إلى 312 مليار دولار في نوفمبر مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بينما هبطت الواردات 3.9%، وفق ما أعلنته إدارة الجمارك الصينية اليوم. أسفر ذلك عن فائض تجاري بلغ 97.4 مليار دولار خلال الشهر. كان خبراء اقتصاد توقعوا نمو الصادرات 8.7% مقابل زيادة الواردات 0.9%، بحسب التوقعات الوسطى التي جمعتها بلومبرغ.
شركات أميركية تسعى لتأمين وارداتها
بالإضافة إلى الشحن الاستباقي من جانب المستوردين الأميركيين الذين يسعون لتأمين البضائع قبل فرض الرسوم الجمركية، حظيت الصادرات بدعم إضافي من الشركات الصينية التي تتجه صوب الأسواق الخارجية لتعويض ضعف الطلب المحلي. على الرغم من أن المبيعات القوية لتلك الشركات تمثل نقطة إيجابية للاقتصاد، فإنها دفعت المزيد من الدول إلى تعزيز الحواجز التجارية أو فرضها للحد من تدفق المنتجات الصينية.
في غضون الشهور الأخيرة، ارتفع حجم الصادرات بوتيرة أسرع من قيمتها، ما يعكس التخفيضات السعرية التي تقدمها الشركات داخل الصين وخارجها. هبطت أسعار تسليم بوابة المصنع في نوفمبر الماضي للشهر السادس والعشرين على التوالي، رغم محاولات الحكومة الأخيرة لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد وتعزيز الطلب.
إذا ازدادت الضغوط الانكماشية، فقد يدفع ذلك دولاً أكثر لرفع الرسوم الجمركية لحماية صناعاتها المحلية من المنافسة الصينية. ربما يجعل اتساع الاختلالات في الميزان التجاري هذا السيناريو أكثر احتمالاً، إذ كان نمو الواردات الصينية أبطأ بكثير من الصادرات. تبيع الصين حالياً بضائع إلى حوالي 170 دولة واقتصاداً أكثر مما تستورده منها، في أكبر عدد منذ 2021.
موسم العطلات
حتى دون الحاجة لتجنب الرسوم الجمركية، عادة ما تشهد الشحنات زيادة في نوفمبر من كل عام، إذ يسارع المستوردون في الخارج لإدخال البضائع إلى مستودعاتهم قبل موسم العطلات.
زاد حجم الحاويات التي تعاملت معها الموانئ الصينية بشكل مطرد خلال الأشهر الماضية، بينما وصلت الرحلات الجوية للشحن الدولي إلى مستوى قياسي في منتصف نوفمبر الماضي، ما يدل على زيادة الطلب على البضائع عالية القيمة. بالإضافة إلى ذلك، سجلت تطبيقات التسوق الصينية منخفضة التكلفة، مثل "تيمو" (Temu) و"شي إن" (Shein)، نمواً قوياً في المبيعات في الولايات المتحدة الأميركية خلال نوفمبر المنصرم، ما يُظهر على الأرجح قفزة في شحنات الطرود الصغيرة عبر المحيط الهادئ.