في الصين.. قد تنتظر 8 سنوات للحصول على لوحة سيارة

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرسم: - المصدر: بلومبرغ
الرسم: - المصدر: بلومبرغ

ليس المبلغ الكبير الذي يصل إلى نصف مليون يوان هو ما يمنع ساندرا تشاو، المقيمة في بكين من اقتناء سيارة أحلامها "بي أم دبليو إكس فور" الرياضية، بل لوحة ترخيص السيارة التي تحتاجها من أجل شراء سيارة تعمل على البنزين.

منذ خمس سنوات تشارك "تشاو" في القرعة، وتتنافس مع أكثر من 3 ملايين مقيم في بكين للفوز بإحدى اللوحات، إذ تُجرى القرعة المعقدة كل شهرين يتم خلالها إعطاء لوحة واحدة فقط لكل 2000 طلب.

في الوقت نفسه ينتظر زوجها ينتظر منذ نهاية عام 2017 مع 420 ألف شخص آخر للحصول على رخصة لامتلاك سيارة تعمل على الكهرباء، التي من المفترض أن الحصول عليها أسهل بعض الشيء.

8 سنوات للحصول على لوحة سيارة

ويأمل زوج "تشاو" في أن يتمكن من شراء هذه اللوحة في غضون العامين المقبلين. أما بالنسبة للمواطنين الذي تأخروا عنه في تقديم الطلب، فقد يضطرون إلى الانتظار لمدة قد تصل إلى 8 سنوات.

وتقول "تشاو"، التي ترغب بشدة في الحصول على سيارة لتتمكن من التنقل بسهولة بصحبة ابنتها (10 أشهر)، "إن امتلاك سيارة في بكين أمر في غاية الصعوبة، ولولا أن الأمر متعلق بالطفلة، لتخليتُ عن فكرة السيارة تمامًا واستعضتُ عنها بتطبيقات حجز السيارات".

ويمثل الازدحام المروري وتلوث الهواء مشكلة كبيرةً في العاصمة بكين، مما دفع الحكومة إلى إجراء سحب القرعة منذ عام 2011 للحد من عدد السيارات التي يتم تسجيلها سنويًا، إذ انخفضت الحصّة السنوية المخصصة للسيارات (عدد السيارات التي سيتم تسجيلها) من 240 ألف سيارة في 2013 إلى 100 ألف سيارة في 2018.

وستصدر السلطات البلدية 38 ألف لوحة للأفراد الذين يرغبون بشراء السيارات التي تعمل بالبنزين، بينما سيتم منح 54 ألف لوحة للسيارات الكهربائية، حيث تستهدف تلك القيود خفض عدد السيارات المسجلة محليًا بالمدينة إلى 6.3 مليون سيارة بحلول نهاية عام 2020 التي يقطنها 22 مليون شخص.

منع السيارات العاملة بالبنزين من الحركة يومًا في الأسبوع

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث تمنع الحكومة حركة كل سيارة مرخصة تعمل بالبنزين ليوم واحد في الأسبوع، (يُحدد اليوم استنادًا إلى رقم لوحة الترخيص)، في حين اعتاد العديد من السكان على تسجيل سياراتهم خارج العاصمة لتجنب فترات الانتظار الطويلة هذه؛ لكن المسؤولين لاحظوا هذا الأمر وقاموا بسد الثغرة في النظام.

وبداية من شهر نوفمبر 2019، ستُمنح السيارات غير الحائزة على رخصة محلية 12 تصريحًا سنويًا لقيادتها في المدينة، ويكون كل تصريح ساري المفعول لمدة 7 أيام فقط.

وتتخطى قيود الرخص الأفراد لتشمل المؤسسات أيضًا، حيث يتعين على الشركات أيضًا التنافس على عدد أقل من اللوحات المخصّصة للأعمال التجارية.

وتمنح بكين 400 رخصة للسيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين و3 آلاف لوحة للسيارات الجديدة التي تعمل بالكهرباء لاستخدامها في أغراض التجارية. ويقول لتشوي دونغشو ، الأمين العام لرابطة سيارات الركاب الصينية، "إن القيود المفروضة على الملكية تحد من نمو مبيعات السيارات في الصين بشكلٍ كبير، مطالبًا الحكومة بالتساهل نسبيًا في تطبيق القيوود لتلبية حاجة الناس إلى السيارات الجديدة.

وحددت الحكومة الوطنية الصينية قطاع السيارات كأحد قطاعات الصناعة الاستراتيجية التي تحتاجها الدولة للمساعدة في تنمية اقتصادها، لذلك فإنها لا تزال ترغب في أن يشتري الناس المزيد من السيارات، وخاصةً السيارات الكهربائية"، لكن هذا لا ينطبق على المدن الأكثر اكتظاظا بالسكان.

وإلى جانب بكين، تبنت 7 مدن أخرى بما فيها شانغهاي وشنجن سياسات مماثلة من أجل تقييد ملكية السيارات، وذلك حسب Bloomberg NEF.

وساعدت هذه القيود في نمو شركات مثل "ديدي شوكسينج"و" شوكي ليموزين" و"شوفير" التي تقدم خدمات حجز ومشاركة السيارات واكتسبت ملايين الزبائن خلال السنوات الأخيرة، وكانت بكين في المقدمة من ناحية عدد المستخدمين النشطين.

ويقول بيل روسو (Bill Russo) الرئيس التنفيذي لشركة "أوتوموبيليتي المحدودة" ومقرها شنغهاي: "إن تقييد ملكية السيارات في الصين قد دفع الناس إلى التفكير في بدائل أخرى، لقد غيّرت هذه القيود موقف المستهلكين من ضرورة امتلاكهم لسيارة خاصة إلى قيامهم بحجز وسيلة نقل عند الطلب".

تصنيفات