
بلومبرغ
بدأت كلوديا هنتنغتون تزور ولاية هاواي سنوياً منذ أكثر من 50 عاماً، وقد قررت أخيراً شراء منزل أحلامها في الجزيرة الساحرة.
وكانت هنتنغتون تسافر في طفولتها مع والديها (جدها الأكبر هو بارون السكك الحديدية هنري هنتنغتون، الذي أسس مكتبة هنتنغتون، ومدينة هنتنغتون بيتش في مقاطعة أورانج بولاية كاليفورنيا). إلا أنَّ العائلة خلال هذه الزيارات كانت تقيم في الفنادق دائماً.
وفي إحدى السنوات، وبعدما تزوجت هي وشقيقتها، وأصبح لديهما أطفال، قررت هنتنغتون، التي كانت حينها مديرة محفظة أسهم في مجموعة "كابيتال غروب" أن تستأجر منزلاً بدلاً من غرفة فندق.
وتقول هنتنغتون: "شكَّل ذلك تحولاً كبيراً. إذ كان الأمر أكثر متعة. هناك شيء مميز يتعلق بالنهوض من النوم، وإعداد الإفطار معاً، والجلوس في حمام السباحة دون وجود الكثير من الناس حولك. يتحول النشاط كله إلى حدث عائلي". وحينها فكَّرت هنتنغتون: "لم لا نأخذ القرار الصعب، ونبني بيت أحلامنا؟ ".
وبالفعل اشترت هنتنغتون مع زوجها مارشال ميلر قطعة أرض مساحتها فدانين داخل منتجع "ماونا كيا"، وهو مشروع أسسه لورانس روكفلر في الستينيات.
وبعد عامين من محاولة اختيار مهندس معماري، استقر اختيار هنتنغتون على مارك دي ريوس. وتقول هي عن ذلك: "كنت دائماً ما أطالع مجلة (Architectural Digests)، وأحتفظ منها بالصفحات التي تعجبني. أعتقد أنني قمت بذلك لمدة 10 سنوات".
وفي عام 2009، بدأ بناء المنزل المكوَّن من خمس غرف نوم، وستة حمامات ونصف، موزَّعة على مساحة داخلية تبلغ 6,700 قدم مربع1(قدم مربع = 0.9 متر مربع).
وبدأت هنتنغتون، التي كان تقيم في مدينة سان أنطونيو في ولاية تكساس، في زيارة الجزيرة لفترات تصل لمدَّة شهر بعد الانتهاء من المنزل في عام 2013. وفي حين كانت هنتنغتون تعمل من المنزل هناك، إلا أنَّّها كانت تقضي الكثير من الوقت في الاستمتاع بالجزيرة. وتقول: "كان كل شيء مثالياً. كنا نذهب للإبحار والسباحة. تحقَّق ما كنا نحلم به".
بيع منزل الأحلام
ولكن الآن، وبعد سبع سنوات فقط، طرحت هنتنغتون المنزل للبيع، وأدرجته مع شركة الوساطة العقارات "هاواي لايف" مقابل 22.9 مليون دولاراً.
وقالت: "في الحقيقة، عانينا من المرض في عائلتنا العام الماضي، وبالرغم من أنَّ التعافي تحقَّق إلى حدٍّ ما، ولكن لايزال الأمر يتطلَّب مني أن أكون قريبة من المنزل لفترة أطول. وبصراحة، وصلت إلى مرحلة أشعر فيها بالسوء بسبب عدم استخدامي للمنزل، أتمنى أن يستخدمه شخص، ويحبه مثلما نحبه نحن. أعلم أنَّ ما أقوله قد يبدو غريباً، ولكن المنزل كان نتاج عمل كلُّه حب".
بعض الخصوصية مع سماع الأمواج
اشترت هنتنغتون الأرض بنحو 8 ملايين دولار، وهي تقع في نهاية طريق مسدود، وتطلُّ على ملعب للغولف يؤدي إلى المحيط.
وتقول: "المنزل ليس على الماء مباشرة. وهو أمر ناقشناه كثيراً لنقرر في نهاية الأمر أن نكون على مسافة قريبة تسمح بسماع هدير الأمواج."
وذكرت أنَّ منطقها كان عملياً، فمعظم الشواطئ في هاواي تسمح بمرور الجمهور، و"في كثير من الأوقات ستجد أشخاصاً يمشون أمامك، وهو ما لم نفضِّله، لأنَّنا نحب الخصوصية".
وأضافت: "عندما تكون على الماء مباشرة، يتعرَّض المكان للكثير من رذاذ الملح، الذي قد لا يبدو كمشكلة كبيرة الآن، لكنَّه كذلك على المدى البعيد"، في إشارة للتآكل والتلف الذي قد يتعرَّض له المنزل جراء رذاذ الملح. ويقع الشاطئ الرملي الأبيض في فندق "ماونا كيا بيتش" على بعد دقيقتين من المنزل، باستخدام عربة الغولف.
تصميم داخلي مريح مع الكثير من الخشب
أما من ناحية الأسلوب والتصميم، فقد أرادت هنتنغتون منزلاً تصاميمه مستوحاة من تاهيتي، إذ أمضت وقتاً طويلاً هناك في طفولتها.
وتقول: "أردت منزلاً مفتوحاً واستوائياً. إنَّ طراز منزلنا في سان أنطونيو معاصر إلى حدٍّ ما، كما لدينا منزل في تاهو، وهو مبني من الأخشاب على طراز قد يقال عنه أنَّه معاصر. وكان لدي تصوُّر خاص عما أريده في هاواي".
وبحسب هنتنغتون، فإنَّ المصمم دي ريوس، الذي يملك مكتباً في هاواي، ويعمل في مدينة صن فالي في ولاية أيداهو، كان الشخص المناسب تماماً للمشروع.
وأَضافت: "لقد حالفنا الحظ فعلاً. إنَّه رجل منسجم تماماً مع أفكارنا، وهو مدافع كبير عما يريده المالك".
وتمَّ تقسيم المنزل إلى سبعة أجنحة مستقلة. ويحتوي أكبرها على مطبخ مفتوح، ومنطقة للمعيشة، والمكان مغطى بألواح خشب الساج، وخشب هاواي الصلبن والحجر الجيري.
كما يوجد جناح لغرفة النوم الرئيسية مع مكتب ومنطقة للمعيشة، ومكان للاستحمام في الهواء الطلق مع جدار مزين بزهور الأوركيد.
ويشتمل الجناحان الآخران للضيوف، على غرفتي نوم، وحمامين، ومكانين للاستحمام في الهواء الطلق في كل منهما، كما يحتوي كلُّ منهما على غرفة جلوس خاصة. تقول: "ما أردناه هو المرونة سواء كان المنزل ممتلئاً بالكامل أو كنا نحن الاثنين فقط".
كما توجد منطقة منفصلة "عائمة" لتناول الطعام مغطاة بالزجاج، ومكان لتناول الطعام في الهواء الطلق.
وتقول هنتنغتون، إنَّ الكثير من تجهيزات وأثاث المنزل تمَّ تصميمها خصيصاً له، وتمَّ تضمينها في سعر البيع. وتشرح قائلة: "إنَّه تصميم فريد، والناس لا يرغبون في دخول متاهة تحديات تحويل التصميم". (ومع ذلك، فإنَّ معظم الأعمال الفنية خاصتها ليست معروضة للبيع مع المنزل).
وتقول: "بصراحة لقد تكبَّدنا تكاليف كبيرة عند بناء المنزل، ولا أعتقد أنَّنا سنبيعه مقابل ما صرفناه عليه".
وقد استخدمت هنتنغتون وعائلتها وأصدقاؤها المنزل باستمرار على مر السنين، كما أنَّ ابنها تزوَّج هناك في شهر يناير. وكانت تخطط لقضاء فترات طويلة في المنزل بعد تقاعدها في شهر سبتمبر الماضي. ولكن بعد أن أصبحت مرتبطة الآن بالإقامة بسان أنطونيو، أصبحت مستعدة إلى حدٍّ ما لتسليم المنزل لشخص آخر.
وتقول: "يحتاج المنزل إلى حياة اجتماعية، وإلى شخص يستمتع به مرة أخرى. ويبدو أنَّنا لن نكون هؤلاء الأشخاص، وعلى الحياة أن تستمر على أيِّ حال."