
بلومبرغ
يعتزم الاتحاد الأوروبي والصين عقد محادثات الأسبوع الجاري لمعالجة الخلافات التجارية، في وقت تهدد فيه قيود بكين على صادرات المعادن الحيوية والرقائق الإلكترونية بتعطيل صناعة السيارات الأوروبية.
من المقرر أن تستقبل المفوضية الأوروبية وفداً صينياً لبحث القيود المفروضة على تصدير المعادن النادرة، بعد أن دقت هذه الخطوة ناقوس الخطر لدى الحكومات والشركات في مختلف أنحاء الاتحاد. قال أولوف غيل، المتحدث باسم الذراع التنفيذية للاتحاد، إن محادثات تمهيدية عُقدت أمس استعداداً لوصول وفد تقني صيني رفيع المستوى إلى بروكسل بعد غد.
قيود على المعادن النادرة
أعلنت الصين في وقت سابق من الشهر الجاري خططاً لتشديد القيود على صادراتها من المعادن النادرة وغيرها من المواد الحيوية. وفق الإجراءات الجديدة، سيُطلب من المصدرين الأجانب الذين يستخدمون منتجات تحتوي حتى على آثار من معادن مستخرجة من الصين، الحصول على ترخيص تصدير خاص.
اقرأ المزيد: ما هي المعادن النادرة؟ ولماذا تقع في قلب الحرب التجارية؟
وفي نزاع منفصل، منعت بكين شركة "نكسبيريا" (Nexperia) من تصدير منتجاتها من أحد فروعها في الصين، في خطوة اعتُبرت رداً على قرار الحكومة الهولندية وضع الشركة -مقرها مدينة نايميخن- تحت سيطرتها، بسبب مخاوف من أن الشركة الصينية المالكة لها "وينغتك تكنولوجي" (Wingtech Technology) تسعى إلى تقويض أعمال الشركة المتخصصة في تصنيع الرقائق.
تتزامن المحادثات في بروكسل مع لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية لاحتواء التوتر التجاري بين بلديهما. قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن الصين ستؤجل تنفيذ نظام التراخيص الموسع للمعادن لمدة عام أثناء إعادة مراجعته.
تبحث بروكسل والعواصم الأوروبية عن خيارات لمعالجة النقص في الإمدادات، في وقت تسعى فيه الصناعات الأوروبية لتعزيز تنافسيتها وسط تفاقم اضطرابات التجارة العالمية وضغوط التحولات التكنولوجية. أقر مسؤولون أوروبيون بعدم وجود حلول سريعة، مع استمرار تدهور العلاقات مع الصين.
أوروبا تضع خطة طوارئ
يعمل الاتحاد الأوروبي على خطة طوارئ تشمل زيادة إنتاج المعادن داخل أراضيه، وتنويع شبكة مورديه، وإعادة استخدام بعض المواد. كما يدرس إنشاء مركز مشترك للشراء والتخزين الاستراتيجي، بحسب المفوضية.
استراتيجية أوروبية لتخزين المعادن الهامة في ظل تهديدات جيوسياسية
في الوقت نفسه، ناقش مسؤولون أوروبيون وصينيون السماح بصادرات مؤقتة لرقائق "نكسبيريا" (Nexperia) لضمان استمرار تدفق الإمدادات إلى حين التوصل إلى حل طويل الأمد، وفق ما أفاد به شخص مطلع على الموضوع. أضاف أن هذه الخطوة تُعدّ الخيار الأكثر واقعية لتفادي توقف واسع في الإنتاج داخل قطاع السيارات.
والت لويزا ماريا سبو، المتحدثة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية، في مؤتمر صحفي في برلين يوم الإثنين: "نأخذ الوضع الذي تواجهه الشركات على محمل الجد، ونتواصل مع الأطراف المتضررة".
تابعت أن حكومة المستشار فريدريش ميرتس تتعاون مع الاتحاد الأوروبي، وقد أوضحت موقفها خلال اجتماع عُقد الجمعة الماضية.
خيارات الرد على الصين
بينما تسعى المفوضية إلى حل تفاوضي، تجهز الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي أيضاً خيارات تجارية للرد على قيود الصين بهدف تعزيز موقفها التفاوضي.
قالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين خلال عطلة نهاية الأسبوع إن جميع الخيارات مطروحة، وذلك بعد دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي إلى استخدام أداة مكافحة الإكراه التجاري، وهي أقوى أداة لدى الاتحاد في مواجهة الضغوط التجارية.
طالع المزيد: أوروبا تجهز إجراءات تجارية لمواجهة قيود الصين على المعادن النادرة
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جياكون في مؤتمر صحفي دوري في بكين اليوم: "جوهر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي يقوم على المزايا التكاملية والمنفعة المتبادلة. نأمل أن يلتزم الجانب الأوروبي بدعمه للتجارة الحرة ورفضه للحمائية التجارية، وأن يمتنع عن اتخاذ إجراءات تقييدية متكررة، ويسعى بدلاً من ذلك إلى حل القضايا التجارية عبر الحوار والتشاور".





