مشروعات الطاقة والربط اللوجستي ترسم آفاق التعاون بين مصر والسودان

سفير السودان لدى القاهرة لـ"الشرق": مشروعات جديدة للطاقة المتجددة تبدأ العمل قريباً

time reading iconدقائق القراءة - 5
المصدر:

الشرق

تتجه العلاقات المصرية السودانية للتوسع عبر مشروعات استراتيجية في مجالات الطاقة، والنقل، والخدمات اللوجستية، وإعادة الإعمار، بهدف دعم الاقتصاد السوداني بعد الحرب وتعزيز التكامل التجاري بين البلدين. 

ثمة توجه لتعزيز مشروع الربط الكهربائي بين القاهرة والخرطوم، حسبما كشف عماد الدين عدوي سفير السودان لدى مصر في مقابلة مع "الشرق". أضاف أن مصر تمد السودان حالياً بجزء من احتياجاته من الكهرباء، وأن مشروعات جديدة لإنتاج الطاقة من الرياح والشمس ستبدأ العمل قريباً.

كما أوضح أن الحاجة إلى الطاقة في السودان "كبيرة جداً"، ما يجعل هذا التعاون مفتوحاً على مجالات أوسع لتلبية الطلب المتزايد في المرحلة المقبلة.

من جهته ذكر الرئيس التنفيذي للشركة المصرية السودانية للتنمية والاستثمارات المتعددة نصر الدين حسن لـ"الشرق" أن تحالفاً يضم شركات مصرية كبرى، من بينها مجموعة "السويدي"، يعمل على تأمين محولات الكهرباء اللازمة لإعادة تشغيل الشبكة السودانية.

اقرأ أيضاً: السودان يستعد لتصدير نفط الجنوب بعد إصلاح خط أنابيب رئيسي

أضاف أن التحالف يسعى أيضاً إلى تنفيذ محطات للطاقة الشمسية بقدرات متوسطة في عدة مناطق سودانية، في خطوة تسهم في استقرار منظومة الكهرباء ودعم جهود إعادة الإعمار.

مشروعات لوجستية لتعزيز التجارة البينية

يعمل البلدان على تطوير منظومة الربط البري والنهري والسككي، وفق عدو، الذي أشار إلى أن السودان يمثل معبراً رئيسياً للتجارة بين العالم العربي وعمق أفريقيا، ما يمنحه بعداً استراتيجياً في حركة البضائع عبر طريق أرقين وميناء وادي حلفا.

بدوره، أوضح حسن أن مشروع تطوير معبر أرجين يجري حالياً بشراكة مصرية – سودانية ليصبح منفذاً رئيسياً لحركة التجارة بين البلدين. وأشار إلى وجود خطط لإدماج النقل البري والنهري والسككي في منظومة موحّدة تسهّل حركة البضائع.

اقرأ أيضاً: الصين تدرس إنشاء خط أنابيب نفطي بديل مع جنوب السودان

هذه المشروعات تعزز فرص رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، والذي يقترب حالياً من ملياري دولار سنوياً، وفق عدو. 

إعادة إعمار السودان

أوضح عدو أن الحرب الأخيرة في السودان ألحقت أضراراً كبيرة بالبنية التحتية والمصانع والمستشفيات، وأن مصر أصبحت المصدر الأساسي لتلبية الفجوة في السلع والخدمات الأساسية خلال هذه المرحلة. وأشاد بجهود القاهرة في دعم السودان واستقبال اللاجئين وتوفير احتياجات عاجلة للأسواق السودانية.

 يشهد السودان حرباً تسببت بأكبر أزمة إنسانية في العالم، إلا أن صندوق النقد توقع أن يتسارع اقتصاد البلاد خلال 2026 بنسبة 9.5%، ليتصدر بذلك اقتصادات المنطقة من حيث معدل النمو.

ذهب السودان في مصر

ذكر مدير تطوير الأعمال في الشركة المصرية السودانية للتنمية والاستثمارات المتعددة منجد يوسف لـ"الشرق" أن الشركة أصبحت أول كيان يدخل الذهب السوداني رسمياً إلى السوق المصرية بالتنسيق مع الجهات المعنية في البلدين. وأوضح أن الشركة تستورد ما بين طنين إلى 3 أطنان سنوياً لصالح السوق المحلية، وفق آليات مراقبة وجودة محددة. 

صناعة الذهب في السودان شهدت انتعاشاً العام الماضي، حيث اتخذت الحكومة خطوات لتعزيز الإيرادات وسط الحرب الأهلية، بما في ذلك توقيع صفقات تعدين مع شركات من الصين وروسيا وقطر.

وأظهرت بيانات الشركة السودانية للموارد المعدنية أن السودان أنتج 65 طناً من الذهب في 2024، محققاً إيرادات حكومية بنحو 1.6 مليار دولار، مُقابل إنتاج 34.5 طن وإيرادات 2.02 مليار دولار في 2022، قبل اندلاع الحرب. وتُعزى الزيادة الأخيرة جزئياً إلى ارتفاع أسعار الذهب، وسط شكوك بشأن دقة البيانات في ظل ظروف الصراع.

تصنيفات

قصص قد تهمك