
بلومبرغ
كشفت الولايات المتحدة الأميركية أمس عن تفاصيل الإطار المقترح لاتفاقها التجاري مع فيتنام، ضمن حزمة من الإجراءات التي جرى توقيعها أو إعلانها خلال اليوم الأول من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المنطقة.
رغم أن التفاصيل الجوهرية ما زالت غير محسومة، فإن هذا الإطار يُعد أول مخطط تكشفه إدارة ترمب منذ إعلان فرض رسوم جمركية بنسبة 20% في يوليو الماضي.
اتفاق الرسوم الجمركية
بموجب الإطار الجديد، ستمنح فيتنام "نفاذاً تفضيلياً إلى سوقها لمعظم الصادرات الصناعية والزراعية الأميركية"، بينما ستُعفي الولايات المتحدة الأميركية بعض المنتجات الفيتنامية من الرسوم الجمركية بالكامل، وفقاً لبيان صادر عن البيت الأبيض، الذي لم يوضح ماهية البضائع المستثناة، مشيراً فقط إلى أن الاتفاق النهائي سيُعلن "خلال الأسابيع المقبلة".
طالع المزيد: فيتنام: رسوم ترمب قد تقلص الصادرات إلى أميركا بمقدار الثلث
جاء الإعلان خلال محطة ترمب في ماليزيا، التي تستضيف قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، إذ وقّع الرئيس الأميركي اتفاقين تجاريين مع كل من كمبوديا وماليزيا، بالإضافة إلى إطار اتفاق مع تايلندا.
في وقت لاحق، ذكرت الحكومة الفيتنامية في بيان أن رئيس الوزراء فام مينه تشينه عقد "اجتماعاً مقتضباً" مع ترمب على هامش القمة، ووجه إليه دعوة لزيارة فيتنام نيابة عن رئيس البلاد تو لام.
تُعد فيتنام قوة تصديرية كبرى تبيع كل شيء من القهوة والملابس إلى قطع غيار المحركات، وكانت قد واجهت في البداية تهديداً بفرض رسوم جمركية أميركية تصل إلى 46%، قبل أن تُخفض إلى 20% في يوليو الماضي، لتصبح أول صفقة معلنة في المنطقة، وإن كانت أعلى بنقطة مئوية واحدة من معدل الرسوم الجمركية المفروض على دول الجوار مثل إندونيسيا وماليزيا والفلبين وتايلندا.
فيتنام في موقف صعب
لكن ما زال الغموض يكتنف بنداً أساسياً في الاتفاق المتعلق بكيفية تحديد البضائع التي تعتبرها الولايات المتحدة الأميركية "مُعاد تصديرها" وهي تخضع في الاتفاق الفيتنامي لرسوم جمركية 40%.
وضع هذا الغموض فيتنام في موقف صعب، نظراً لكون الصين أكبر شريك تجاري لها والمصدر الرئيسي لمكوناتها وموادها الخام.
اقرأ المزيد: ترمب يهدد بفرض رسوم إضافية 40% على أي منتج يعاد شحنه
أوضح تيد أوسيوس، النائب الأول لرئيس مجلس الأعمال المشترك للولايات المتحدة الأميركية ودو رابطة الآسيان، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ": "ما هو تعريف البضائع المعاد تصديرها؟ وما نسبة المكونات المستوردة التي تُصنف ضمنها؟ هذه تبقى قضايا أساسية". أضاف أن الإعلان عن هذا الإطار "يمنح الجانبين وقتاً إضافياً لحسم التفاصيل الفنية".
الولايات المتحدة تحدد الالتزامات
وفق البيان الأميركي، التزمت فيتنام بمعالجة عدد من القضايا من بينها اعتماد المعايير الأميركية للمركبات، وتسهيل قواعد استيراد الأجهزة الطبية والأدوية الأميركية، والوفاء بالتزاماتها الدولية في مجال حماية الملكية الفكرية.
كما أشار البيان إلى أن البلدين سيستكملان الاتفاقات الخاصة بالتجارة الرقمية والخدمات والاستثمار.
تستهدف فيتنام تحقيق نمو اقتصادي لا يقل عن 10% خلال العام المقبل، رغم حالة عدم اليقين التي تكتنف التجارة العالمية وتهدد الصادرات وتدفقات الاستثمارات.
سجل اقتصادها نمواً بنسبة 8.2% في الربع الماضي، وهو الأسرع منذ 3 سنوات، مع تسارع وتيرة الشحنات الموجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية قبل بدء تطبيق الرسوم الجمركية المرتفعة، بينما تطمح لتحقيق نمو يتراوح بين 8.3% و8.5% خلال 2025.





