"بوينغ" تجري محادثات لبيع ما يصل إلى 500 طائرة إلى الصين

الصفقة تتشابه في حجمها مع طلبية شراء 500 طائرة التي أبرمتها الجهات المركزية الصينية مع "إيرباص"

time reading iconدقائق القراءة - 5
شعار \"بوينغ\" يظهر من وراء طائرة تابعة لشركة طيران الرياض، في معرض باريس الجوي في باريس، فرنسا - بلومبرغ
شعار "بوينغ" يظهر من وراء طائرة تابعة لشركة طيران الرياض، في معرض باريس الجوي في باريس، فرنسا - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تقترب شركة "بوينغ" من إبرام صفقة لبيع ما يصل إلى 500 طائرة إلى الصين، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، وهي صفقة من شأنها إنهاء جمود المبيعات المستمر منذ آخر زيارة للرئيس الأميركي دونالد ترمب في 2017.

لا يزال الجانبان يناقشان تفاصيل الصفقة المعقدة، بما في ذلك طرازات وأحجام الطائرات وجداول التسليم، بحسب أحد الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لبحثهم مسائل غير معلنة.

وأشار الأشخاص إلى أن هذه الصفقة الضخمة، التي يجري التحضير لها منذ سنوات، تعتمد على نجاح البلدين في تخفيف حدة التوترات التجارية التي تعود إلى ولاية ترمب الأولى، كما لفتوا إلى أنه لا يزال من الممكن أن تنهار المحادثات.

وأوضح الأشخاص أن المسؤولين الصينيين بدأوا بالفعل التشاور مع شركات الطيران المحلية لتحديد عدد الطائرات التي يحتاجونها.

شركات الطيران الصينية تتقاسم طلبية "إيرباص" مع اقتراب إنجازها

الصفقة المطروحة تتشابه في حجمها مع طلبية شراء 500 طائرة التي أبرمتها الجهات المركزية الصينية مع "إيرباص" (Airbus)، والتي لم يُعلن عنها بعد.

مفاوضات ترمب وشي

من المتوقع أن تكون صفقة "بوينغ" محور اتفاق تجاري يخدم كلاً من ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ، بعد مفاوضات مطولة وشاقة. وكان رئيسا البلدين قريبين من الإعلان عن صفقة مشابهة في 2023، إلا أن الرئيس آنذاك جو بايدن وشي غادرا قمة سان فرانسيسكو دون التوصل إلى اتفاق على بيع طائرات.

وما يزيد تعقيد الموقف بالنسبة لـ"بوينغ" وجود فراغ إداري (بالشركة) في الصين، إذ غادر ألفين ليو، المدير التنفيذي الأعلى للشركة في الصين والمتحدث المتمكن من لغة الماندرين وصاحب العلاقات الحكومية الواسعة، خلال الأسابيع الماضية. وتم تعيين كارول شين رئيسة مؤقتة لـ"بوينغ الصين"، بحسب أشخاص مطلعين.

رفضت "بوينغ" التعليق على أي صفقة محتملة أو تغييرات إدارية.

ورقة "بوينغ" في المفوضات الأميركية

لطالما شكلت طلبات شراء الطائرات من "بوينغ" ورقة بارزة في الدبلوماسية الأميركية منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض في يناير، إذ درجت الدول على الإعلان عن صفقات جديدة أو اتفاقات مبدئية أو سابقة لشراء طائرات، والتي بلغت قيمتها أحياناً أرقاماً فلكية، لتقليص العجز التجاري مع الولايات المتحدة.

بوينغ ودوامة الأزمات.. هل تنقذها صفقات الخليج؟

أجرى البلدان عدة جولات من المحادثات منذ خفض التصعيد في حرب الرسوم الجمركية المتبادلة التي رُفعت إلى 145%، لكن لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق تجاري نهائي. وفي وقت سابق من الصيف، دعا شي ترمب إلى زيارة الصين خلال اتصال هاتفي، دون تحديد موعد. وقد تُتاح فرصة لعقد لقاء بينهما في أواخر أكتوبر، قبيل قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية.

أهمية الصفقة للصين

بالنسبة للصين، ستؤمّن الصفقة حصص تسليم للطائرات التي يصعب الحصول عليها من كل من "بوينغ" و"إيرباص"، واللتين باعتا معظم إنتاجهما حتى العقد المقبل. ومن المتوقع، وفق تقديرات "بوينغ"، أن يتضاعف أسطول الطائرات التجارية في ثاني أكبر سوق للطيران في العالم إلى 9,755 طائرة خلال الأعوام العشرين المقبلة، وهو رقم يتجاوز بكثير ما تستطيع شركة تصنيع الطائرات المحلية "كوماك" (Comac) إنتاجه.

قال أحد الأشخاص إن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، وهي أعلى هيئة للتخطيط الاقتصادي في الصين، طلبت مؤخراً من شركات الطيران الصينية تحديد احتياجاتها من الطائرات. وتمحورت النقاشات حول طائرات من طراز "737 ماكس"، ضيقة البدن الأكثر مبيعاً لدى "بوينغ"، في إشارة إلى أن بكين تمهد الطريق لطلبية كبيرة.

وكانت آخر صفقة أبرمتها "بوينغ" في الصين قد كُشف عنها في نوفمبر 2017 خلال أول زيارة رسمية لترمب إلى بكين، وشملت طلبيات والتزامات لشراء 300 طائرة ضيقة وواسعة البدن، بقيمة 37 مليار دولار في ذلك الوقت.

"إيرباص" تهيمن في الصين

بلغت تسليمات "بوينغ" للصين ذروتها في العام التالي، حينما باعت ربع إنتاجها هناك. ومنذ 2019، هيمنت "إيرباص" على المبيعات والتسليمات إلى الصين، بعدما كانت سلطات الطيران الصينية أول من يوقف تشغيل طائرات "737 ماكس" عقب حادثين قاتلين.

ومنذ بداية 2019، لم تسجل "بوينغ" سوى 30 طلبية من شركات الطيران الصينية وشركات التأجير، وفق موقعها الإلكتروني. وفي مقابلة مع "بلومبرغ" في يناير، أعرب الرئيس التنفيذي كيلي أورتبرغ عن تفاؤله بأن تؤتي سنوات المحادثات مع بكين ثمارها أخيراً.

وقال: "نأمل بالتأكيد أن تُتاح لنا فرصة للحصول على طلبات إضافية في العام المقبل مع الصين".

تصنيفات

قصص قد تهمك