بلومبرغ
انضمت توغو والغابون رسمياً إلى الكومنولث يوم السبت، لمواصلة توسع مجموعة الدول خارج المستعمرات البريطانية السابقة، حيث تسعى الدول الأصغر للاستفادة من رابطة يمكن أن تجلب تريليوني دولار من التجارة بحلول عام 2030.
قالت باتريشيا سكوتلاند، الأمينة العامة للمجموعة، للصحفيين يوم السبت في كيغالي، عاصمة رواندا، إن قيمة التجارة البينية في دول الكومنولث تتجاوز بالفعل 700 مليار دولار.
وأضافت في ختام الاجتماع الأول لرؤساء الحكومات للمجموعة منذ عام 2018 بسبب جائحة كوفيد-19: "نأمل أن نصل إلى تريليوني دولار بحلول عام 2030".
يُشار إلى أن الكومنولث هو اتحاد يضم الآن 56 دولة تمثل 2.5 مليار نسمة، ينتظر أن يرتفع مجموع الناتج المحلي الإجمالي لها إلى 19.5 تريليون دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة. وتعود جذور المجموعة إلى الإمبراطورية البريطانية، وقد أرسلت الملكة إليزابيث الثانية، الرئيسة الفخرية، ابنها الأمير تشارلز لحضور الاجتماعات.
أما اليوم فيمكن لأي دولة تقديم التماس للانضمام، حيث نجد أن الأعضاء الجدد (الغابون وتوغو ورواندا)، ليست لديهم روابط تاريخية مع المملكة المتحدة.
قال مايكل موسى أدامو، وزير خارجية دولة الغابون الناطقة بالفرنسية: "في الماضي، لم يكن لبعض الدول الأفريقية علاقة فعلية مع دول المحيط الهادئ أو البلدان الناطقة بالإنجليزية، أما الآن، فنحن نتوسع ونعمل على ضم شركاء دوليين جدد، وتعزيز اقتصادنا".
تستعد الغابون، الواقعة على الساحل الغربي لوسط أفريقيا، والتي تغطيها غابات كثيفة، لأن تلعب دوراً مهماً في تجارة أرصدة الكربون لمكافحة تغير المناخ.
دافعت سكوتلاند، التي أعيد انتخابها خلال الاجتماعات لإنهاء فترة ولايتها الثانية، عن ضم الغابون وتوغو إلى الكومنولث على الرغم من حقيقة أن كلاً من الدولتين كانت تحكمها أسرة واحدة منذ ستينيات القرن الماضي.
وقالت: "يمكنهما الانضمام في حال التزامهما بالحكم الرشيد، فنحن أفضل معاً مما لو كنا منفصلين".
ترحيل اللاجئين
عُقِدت الاجتماعات في ظل صفقة مثيرة للجدل لترحيل طالبي اللجوء من المملكة المتحدة إلى رواندا وتساؤلات حول مدى التزام الدولة الواقعة في وسط أفريقيا بحقوق الإنسان.
تعليقاً على الموضوع، قال الرئيس الرواندي بول كاغامي، الذي تولى رئاسة الكومنولث من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للعامين المقبلين خلال الاجتماعات، للصحفيين يوم السبت إن الاتفاقية تستند إلى تاريخ رواندا في قبول اللاجئين من دول قريبة وبعيدة.
أضاف كاغامي: "قضية الهجرة هذه أمر يختلف حوله الناس. وإذا لم يأتوا فلن نشكو، فنحن لا تقتلنا الرغبة في أن يأتي هؤلاء الناس إلينا".
وواجه جونسون انتقادات في الداخل بسبب تكلفة الصفقة التي من المتوقع أن تبلغ نحو 150 مليون دولار.
قال كاغامي: "إن هذا المال مخصص إلى حد كبير لرعاية هؤلاء الأشخاص الذين يتم إحضارهم إلى هنا لأنهم غير مقبولين على الجانب الآخر".
يوم الجمعة، قال جونسون للصحفيين في كيغالي إن الشراكة ستوفر على دافعي الضرائب في المملكة المتحدة سداد فاتورة برنامج أكثر تكلفة في الداخل. وأوضح: "أنا واثق من تحقيق قيمة مقابل هذا المال".
حقوق الإنسان
دافع كاغامي أيضاً عن سجل بلاده في مجال حقوق الإنسان. وقال: "لا يوجد مسجون في رواندا دون وجه حق، ولكن هناك أشخاص ليسوا في السجن ويجب أن يكونوا هناك".
تناولت الاجتماعات التي استمرت لمدة أسبوع أمراض المناطق المدارية، والتنمية الحضرية، وتمكين المرأة، وتغير المناخ، والتي يمكن أن تدمر العديد من الدول الأصغر الواقعة على جزر في المجموعة.
على هامش الحدث، وضعت شركة "بيونتيك" (BioNTech) حجر الأساس لأول منشأة لتصنيع الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) في أفريقيا في كيغالي. وسيتم تسليم وحدتي تصنيع بحلول نهاية العام، مما يمكن الموقع من تصنيع مجموعة من اللقاحات القائمة على الحمض النووي الريبوزي المرسال، والتي تستهدف احتياجات الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي.
جمع اجتماع جانبي حول الملاريا والأمراض المدارية جمع 4 مليارات دولار من التمويل المتعهد به جزئياً لدعم هدف منظمة الصحة العالمية المتمثل في القضاء على هذه الأمراض أو السيطرة عليها، والتي تقتل مئات الآلاف كل عام.