
الشرق
قرر بنك المغرب المركزي إبقاء الفائدة دون تغيير للمرة الثانية عند 2.25%، وسط ضعف سوق العمل في الربع الثاني والتداعيات الخارجية المتمثلة بالأساس في استمرار الرسوم الجمركية الأميركية وتداعيات الحرب في غزة.
قال البنك المركزي في بيان صحفي، عقب اجتماع مجلسه اليوم الثلاثاء، إن "الشكوك المحيطة بالآفاق الاقتصادية تظل في مستوى مرتفع"، فعلى المستوى الخارجي أشار إلى تطور السياسة التجارية للولايات المتحدة واستمرار التوترات الجيو اقتصادية والنزاعين في الشرق الأوسط وأوكرانيا وتداعياتهما. وعلى المستوى المحلي، استحضر تداعيات الإجهاد المائي والأوضاع المناخية على الاقتصاد.
كان المغرب خفض الفائدة في مارس الماضي بربع نقطة مئوية إلى 2.25% دعماً لسوق العمل بعدما تباطأت وتيرة التضخم. وفي آخر اجتماع له في يونيو قرر إبقاء السعر دون تغيير.
كانت توقعات السوق أجمعت على سيناريو تثبيت أسعار الفائدة في ظل مؤشرات اقتصادية محلية جيدة مقابل تداعيات خارجية تزيد من حالة عدم اليقين في ظل ظرفية دولية متوترة تتسم بتقلبات أسعار الطاقة، واستمرار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
أشار بنك المغرب أنه سيستمر في تعزيز تيسير شروط تمويل الشركات لا سيما الصغيرة جداً، وسيواصل تتبع تطور الظرفية الاقتصادية عن كثب.
وضعية سوق العمل
أخذ بنك المغرب بعين الاعتبار تطور وضعية سوق العمل في المملكة، حيث ذكر أن بيانات الربع الثاني من العام كشفت عن تضاؤل ملحوظ في الوظائف خصوصاً في قطاع الخدمات.
قال عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، في مؤتمر صحفي إن صافي الوظائف المحدثة في الربع الثاني لم يتجاوز 5 آلاف منصب شغل، مقابل 282 ألف منصب شغل في الربع الأول.
بلغ معدل البطالة 12.8% في نهاية الربع الثاني، بحسب بيانات المندوبية السامية للتخطيط التي أشارت إلى أن سوق العمل لا تزال متأثرة من آثار الجفاف حيث واجهت المملكة سنوات متواصلة من شح الأمطار بشكل أثر على القطاع الزراعي.
لا يزال مستوى البطالة في البلاد عند أعلى مستوياته مُقارنةً بفترة ما قبل جائحة كورونا، حين كان أدنى من 10%. وتصل النسبة عند الشباب بين 15 و24 سنة إلى 35.8%.
توقعات النمو والتضخم
لم يُغير بنك المغرب توقعاته للنمو للعامين الحالي والمقبل، حيث أبقى على توقعات نمو الناتج المحلي هذا العام 4.6% من 3.8% العام الماضي، تماشياً مع توقعات الحكومة. على أن يستقر عند 4.4% العام المقبل.
على مستوى التضخم الذي سجل 1.1% كمتوسط في الأشهر الثمانية الأولى من العام، أبقى المركزي أيضاً على توقعاته لنهاية العام عند 1% ليظل شبه مستقر مقارنة بالعام الماضي، قبل أن يتسارع إلى 1.9% العام المقبل، بزيادة 0.1 نقطة مئوية عن توقعات يونيو.
اقرأ التفاصيل: التضخم في المغرب يسجل أدنى مستوى منذ 16 شهراً خلال أغسطس
انخفضت أسعار المستهلكين في المغرب في أغسطس إلى 0.3% وهي أدنى وتيرة منذ 16 شهراً، بحسب بيانات المندوبية السامية للتخطيط صدرت الإثنين.





