تعتزم "هايبرلوب ون" (Hyperloop one)، شركة النقل المستقبلي التي تشيّد مسارات محاطة بأنابيب لنقل الركاب والبضائع من مدينة لأخرى بسرعة تقارب سرعة الطائرات، إغلاق نشاطها، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
جمعت "هايبرلوب ون"، التي كانت شركة ناشئة بارزة ذات يوم، تمويلاً يتجاوز 450 مليون دولار منذ تأسيسها في 2014، بحسب شركة "بيتش بوك" (PitchBook). وشيدت مساراً تجريبياً صغيراً قرب لاس فيغاس، لتطوير تكنولوجيا النقل، وعملت باسم "فيرجن هايبرلوب ون" بعدما استثمر فيها ريتشارد برانسون. إلا أن "فيرجن" سحبت علامتها التجارية في العام الماضي، بعدما قررت الشركة التركيز على الشحن بدلاً من الركاب.
في الفترة الحالية، سرحت الشركة معظم موظفيها، وتحاول بيع أصولها المتبقية، ومنها المسار التجريبي والمعدات، بحسب أحد الأشخاص، الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لسرية المعلومات. كانت الشركة قد وظفت أكثر من 200 شخص في مطلع 2022.
دعم من "موانئ دبي"
أغلقت "هايبرلوب ون" مكتبها في لوس أنجلوس أيضاً، وأخطرت بقية الموظفين، المكلفين بإدارة بيع الأصول، بأن توظيفهم سينتهي في 31 ديسمبر.
دعمت "موانئ دبي العالمية"، مجموعة الشركات التي يقع مقرها في دبي، "هايبرلوب ون" منذ 2016، وتملك فيها حصة أغلبية. ستُنقل حقوق الملكية الفكرية المتبقية للشركة الناشئة إلى "موانئ دبي"، وفقاً لما قاله أحد الأشخاص.
رفضت "موانئ دبي" التعليق عبر أحد المتحدثين باسمها، ولم يرد راجا نارايانان، الرئيس التنفيذي بالإنابة لـ"هايبرلوب ون" على طلب الحصول على تعليق.
"موانئ دبي" تخطط للاستحواذ على شركة لوجيستيات في هونغ كونغ
اندمجت الشركة، التي عُرفت سابقاً باسم "هايبرلوب تكنولوجيز"، مع شركة صورية في إبريل الماضي، وفقاً لمستند اطلعت عليه "بلومبرغ". وقتها، خُفضت القيمة الدفترية لمعظم فئات الأسهم إلى صفر، وأصبح مساهمو الشركة الصورية المُلاك الوحيدين لـ"هايبرلوب ون". وأُبلغ الموظفون في اجتماع موسع بأن "موانئ دبي" هي من نسقت الصفقة، بحسب أحد المطلعين على الأمر.
اهتمام بالتكنولوجيا الوليدة
أثارت الشركة اهتمام الجمهور وحماسهم منذ تأسيسها في 2014، بعد عام من نشر إيلون ماسك ورقة بيضاء تضع رؤية لتكنولوجيا "الهايبرلوب" المختصة بتقنية النقل عبر كبسولات عالية السرعة. كانت الفكرة بمثابة وعد مغرٍ -وإن كان بعيد المنال- بتكنولوجيا نقل جديدة، ونهاية لمشكلات حركة المرور.
إيلون ماسك يعود للرهان على هايبرلوب من جديد
لكن الصناعة الوليدة تعثرت، ولم تفز الشركة بأي عقد لبناء أنابيب هايبرلوب تعمل بنجاح، كما جذبت مزيداً من الاهتمام السلبي بسبب ارتكابها أخطاء؛ ففي مرة وصل بروغان بام بروغان، الشريك المؤسس، إلى الشركة ليجد أنشوطة شنق على كرسيه، وأخرى تنحى فيها شريك مؤسس آخر، هو المستثمر الجريء شرفين بيشيفار، عن منصبه بعدما كشفت "بلومبرغ" عن مزاعم تتهمه بالتحرش الجنسي، والتي أنكرها. كما أُلقي القبض على زييفودين ماغوميدوف، المدير السابق، في موسكو على ذمة اتهامات بالاحتيال والاختلاس، لا علاقة لها بـ"هايبرلوب ون"، وحينها قال محاموه إنه سيطعن على قرار القبض عليه.
على الرغم من عدم تشييد أي أنابيب هايبرلوب ضخمة بعد سنوات من الجهود، لا تزال الفكرة تثير اهتمام رواد الأعمال، فهناك شركات عديدة متخصصة في هذه التكنولوجيا بلغت مراحل مختلفة من تشييد النماذج الأولية، من بينها "هارت هايبرلوب" (Hardt Hyperloop)، و"هايبرلوب ترانسبورتيشن تكنولوجيز" (Hyperloop Transportation Technologies)، و"سويس بود تكنولوجيز" (Swisspod Technologies).
شجع ماسك المجال أيضاً، بابتكار سلسة من المسابقات لأنابيب هايبرلوب من تصميم الطلاب وتشييد مسار تجريبي، لكنه أصبح الآن ركاماً. كما أسس أيضاً شركة "بورينغ" (Boring Co.) لحفر الأنفاق، التي تسعى إلى تطوير التقنية ذات الصلة.