قالت وكالة التصنيف الائتماني "فيتش ريتينغز" إن أزمة العقارات الممتدة منذ عدة سنوات في الصين ربما تستمر في 2025، في ظل ضعف الأسعار والمبيعات المتواصل رغم جهود التحفيز الحكومية لتعزيز الطلب.
تتوقع وانغ يينغ، العضو المنتدب لدى "فيتش" في شنغهاي انخفاض أسعار المنازل الجديدة بمعدل إضافي يبلغ 5% العام المقبل، وفقاً للمقياس الذي يتبعه المكتب الوطني الصيني للإحصاء، وهو مماثل تقريباً لمعدل انخفاضها هذا العام. كما تتوقع تراجع مبيعات المنازل الجديدة بنسبة 10% من حيث المساحة. تابعت وانغ: "لم نصل بعد لنقطة التحول في قطاع العقارات. استمرار التحسن المسجل في الآونة الأخيرة يواجه حالة كبيرة من عدم اليقين".
خلال الشهرين الفائتين، أطلقت الصين حزمة سياسات هي الأقوى لدعم سوق العقارات، تضمنت تخفيض تكاليف الاقتراض على الرهون العقارية القائمة، وتخفيف القيود المفروضة على الشراء في المدن الكبرى، وتقليص الضرائب على شراء المنازل.
غوانجو تزيل قيود المبيعات
أصبحت غوانجو -وهي مركز للتجارة بالبلاد- أول مدينة من الفئة الأولى تزيل جميع القيود على شراء العقارات السكنية. كما سمحت مدن بكين وشنغهاي وشنزن لعدد أكبر من الأشخاص بشراء منازل في الضواحي المتاخمة للمدن الكبرى، وسمحت لآخرين بشراء المزيد من المنازل.
ساعدت هذه الإجراءات في تقليص وتيرة تراجع أسعار المنازل في الصين للشهر الثاني على التوالي في أكتوبر. لكن، وفقاً لوانغ، فإن التعافي في المبيعات اقتصر إلى حد كبير على المدن الكبرى ولم يمتد إلى المدن الأصغر. والأسوأ من ذلك، أن أسعار المنازل القائمة ما زالت آخذة في النزول، مع تكدس قوائم البيع بصورة مستمرة، ما يشير إلى أن هذا القطاع الذي يحظى بمتابعة عن كثب في المدن الكبرى لم يصل بعد إلى نهاية الأزمة.
يفاقم هذا الوضع الضغط على البنوك الصينية، التي تعاني بالفعل جراء هوامش منخفضة قياسية، وهبوط الأرباح، وارتفاع الديون المتعثرة للشركات المقترضة. انكمش صافي هامش الفائدة للبنوك الصينية إلى 1.5% في الربع الثالث، وهو الأدنى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وربما يهبط أكثر خلال العام المقبل، وفق فيفيان شو، مديرة قسم المؤسسات المالية في "فيتش".
أضافت شو أن نسب القروض المتعثرة في قطاع الرهن العقاري السكني ارتفعت بما يتراوح بين 10 إلى 20 نقطة أساس خلال الفصول الأخيرة، إذ إن فتوراً اعترى رغبة المساهمين في سداد الرهون العقارية نتيجة لتوقعات بضعف الدخل والتأخير في تسليم المنازل مكتملة الإنشاء.