سارعت مصافي التكرير الخاصة في الصين إلى شراء كميات كبيرة من النفط من دول في الشرق الأوسط وأفريقيا، بينما يستمر انخفاض المعروض من الخام الإيراني وارتفاع أسعاره عن المستوى المعتاد، ويرجع ذلك إلى توسيع نطاق العقوبات الأميركية على إيران ضمن أسباب أخرى.
اشترت إحدى شركات التكرير الكبرى نحو 10 ملايين برميل نفط خام من أبوظبي وقطر، بحسب تجار طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم. وأضافوا أنه سيجري تحميل هذه الشحنات في شهري ديسمبر ويناير، مما ساعد على التخلص من فائض النفط غير المبيع خلال الدورات التجارية السابقة.
تميل مصافي التكرير الخاصة الصينية -التي يُطلق عليها اسم "أباريق الشاي"- في الأغلب إلى تفضيل النفط الإيراني الرخيص، وتشتري نحو 90% من صادرات الدولة العضو بمنظمة "أوبك"، إلا أن انخفاض حجم النفط المتاح للبيع دفعها لتغيير عاداتها الشرائية.
كما أن إدارة دونالد ترمب الجديدة أدت إلى العزوف عن شراء الخام الإيراني من قبل عدد من مصافي التكرير الكبرى نظراً لتعاملها مع بنوك أميركية، بحسب شركة "إنرجي أسبكتس" (Energy Aspects).
واردات صينية أقل من نفط إيران
تُرجع شركات التجارة والشحن انخفاض الإمدادات الإيرانية إلى توسيع الولايات المتحدة نطاق العقوبات في أكتوبر، ليشمل عدداً أكبر من ناقلات أسطول الظل التي تعمل في التجارة بين إيران والصين. وأدى ذلك إلى تقليص عدد السفن المتاحة لعمليات نقل الشحنات، مما أفضى إلى خفض الإمدادات وارتفاع الأسعار.
انخفضت تدفقات النفط الإيراني إلى الصين بأكثر من 10% خلال هذا الشهر مقارنة بأكتوبر، بحسب شركة "كبلر" (Kpler)، بينما ارتفع حجم واردات خام غرب أفريقيا على أساس شهري لأعلى مستوى منذ عامين على الأقل، نتيجة ارتفاع أسعار النفط الإيراني، من بين أسباب أخرى، بحسب ما ورد في تقرير شركة "سنتوسا شيب بروكرز" (Sentosa Shipbrokers).
كذلك، فإن اتجاه بكين لزيادة حصة مصافي التكرير الخاصة من الواردات دعمت عمليات الشراء، حيث طُلب من المصافي قبل بضعة شهور عدم تقديم طلبات لزيادة مشترياتها من الخام، وحصلت على موافقات شفهية هذا الأسبوع، غير أن عدداً منها بادر إلى الشراء قبل الحصول على الموافقة، بحسب تجار.
طلبت مصافي التكرير في مقاطعة شاندونغ مجتمعة تخصيص نحو 3.8 مليون طن، أي 28.5 مليون برميل، حتى نهاية العام الجاري، بحسب تجار. ولم ترد وزارة التجارة الصينية على طلب للتعليق على الأمر أُرسل عبر الفاكس.
هزة في الأسواق بسبب ترمب
يعود تراكم مخزونات النفط في الشرق الأوسط في الأساس إلى زيادة نشاط تداول العقود المرتبطة بسوق دبي خلال الأشهر الماضية، ما أدى إلى تسليم شحنات لم تُستهلك في نهاية المطاف، وتعين إيجاد مشترين لها في وقت لاحق، بحسب تجار.
من جهة أخرى، أحدث تهديد الرئيس الأميركي المنتخب ترمب بفرض رسوم جمركية على الصين وكندا والمكسيك هزة في الأسواق، ويترقب المستثمرون كيفية تعامل إدارته مع إيران، حيث يتوقع أن تشدد العقوبات على الدولة العضو في "أوبك"، بحسب "إنرجي أسبكتس".
وهناك مخاوف أساسية، من بينها احتمال فرض عقوبات على ناقلات أسطول الظل خلال الإبحار إلى وجهتها، وهي خطوة من شأنها أن تثير قلق الموانئ التي تترقب وصول السفن، وتؤدي إلى توقف الشحنات في عرض البحر، كما قد يتزايد التدقيق في نقل الشحنات من سفينة لأخرى قبالة سواحل ماليزيا، وهي عملية تُستخدم لإخفاء شحنات النفط الإيراني عبر إعادة تصنيفها على أنها من النفط الماليزي.