ترجئ قطر التي تعتبر من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، عمليات تسليم بعض الشحنات إلى أوروبا، حيث يفرض الصراع في البحر الأحمر رحلات أطول للشحنات في البحر.
أبلغت الدولة الخليجية بعض المشترين الأوروبيين بتأخير وإعادة جدولة بعض الشحنات، وفقاً لتجار مطلعين على الأمر. وقال التجار إنها تعيد ترتيب الإمدادات العالمية للوفاء بالالتزامات التعاقدية، وتحوّل عمليات التسليم من أماكن أخرى، مع مبادلة الشحنات المتاحة بالقرب من أوروبا.
منذ 15 يناير، حوّلت قطر مسار ما لا يقل عن ست شحنات متجهة إلى أوروبا حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، بدلاً من المسار الأقصر عبر البحر الأحمر وقناة السويس، حسب بيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبرغ. ويضيف ذلك حوالي 9 أيام للرحلة إلى المملكة المتحدة، وفقاً لتقديرات "إندبندنت كوموديتي إنتلجينس سيرفسيز" (Independent Commodity Intelligence Services)، المعروفة اختصاراً بـ"آي سي آي إس" (ICIS) التي توفر معلومات عن السلع. ولم ترد شركة "قطر للطاقة" فوراً على طلب للتعليق.
من جهتها، قالت "قطر للطاقة" في بيان إن التطورات في البحر الأحمر "قد تؤثر على جدولة بعض عمليات التسليم، إذ تتخذ السفن طرقا بديلة" لكنها أكدت أن الإنتاج مستمر دون انقطاع.
تجاهلت سوق الغاز حتى الآن وإلى حد كبير، الاضطرابات في البحر الأحمر، حيث أجبرت الهجمات بصواريخ وبطائرات من دون طيار التي يشنها المسلحون الحوثيون في اليمن، العديد من السفن التجارية على تجنب المنطقة. وتقترب العقود المستقبلية للغاز الأوروبي من أدنى مستوى لها منذ ستة أشهر، وسط ارتفاع المخزون وإنتاج الطاقة المتجددة القوي، والطلب الصناعي الضعيف، ووفرة إمدادات الغاز الطبيعي المسال البديلة.
زيادة صادرات قطر من الغاز
بالإضافة إلى ذلك، لم تخفض قطر صادراتها على الرغم من أن بعض الشحنات تستغرق وقتاً أطول للوصول إلى وجهتها. وقد زادت شحنات الغاز الطبيعي المسال من قطر خلال الأسبوعين الماضيين بنحو 7% على أساس سنوي، وفق بيانات تتبع السفن.
قالت شركة "إديسون" (Edison) الإيطالية إن مورد الغاز الطبيعي المسال لديها، أبلغها بأن الشحنة المقرر إرسالها في الفترة من 31 يناير إلى 5 فبراير في محطة لدى البحر الأدرياتيكي لن يتم تسليمها، وفقاً لرسالة نُشرت على "جيستوري ميركاتي إنرجيتيتشي" (Gestore Mercati Energetici)، (موقع بورصة الطاقة في إيطاليا). ولم تذكر "إديسون" اسم المورد. ولدى قطر عقد طويل الأجل مع الشركة، وذكر تقرير في وقت سابق أن الدوحة لن تكون قادرة على تسليم شحنة خلال تلك الفترة.