قالت سارة السحيمي رئيس مجلس إدارة السوق المالية السعودية (تداول)، والرئيس التنفيذي، في الجلسة الختامية لليوم الأول لمؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار"، اليوم الأربعاء، إنَّ كوفيد -19 كانت له فوائد فيما يتعلَّق بدفع الشركات للتفكير خارج الصندوق، وتبني طرق جديدة لممارسة الأعمال.
وأضافت: "أعتقد أنَّ كلَّ الشركات سوف تمر بثورتها الخاصة بسبب ما أحدثته كورونا، وما أجبرتهم عليه، ليبدأوا التفكير في تغيير طريقتهم التقليدية".
وقالت إنَّ طريقة تفكير الشركات وأصحاب الأعمال سوف تختلف فيما يتعلَّق بالرعاية الصحية، بالإضافة إلى الخدمات الرقمية والترفيهية أيضاً.
وأشارت السحيمي إلى أنَّ الشركات الناجحة التي تمكَّنت من الصمود أمام صدمة كورونا، هي تلك الشركات "الرشيقة" التي بها قادة، ولديهم مرونة وسرعة في اتخاذ القرارات الحاسمة.
وأضافت أنَّ "كوفيد اختبر الشركات وقادتها، فالشركة التي لها نموذج أعمال ومرونة في التكيف مع هذا الموقف الصادم، ولديها القدرة على تغيير طريقة إداراة أعمالها في مثل هذه الظروف، هي التي تمكَّنت من مواصلة أعمالها".
وقالت السحيمي، إنَّ الشركات في السعودية تمكَّنت من احتواء أزمة كورونا، كما أنَّ الكثير منها عادت للعمل بشكل طبيعي في الوقت الحالي.
وأضافت أنَّ حكومات مجلس التعاون الخليجي تسعى لتطوير اقتصاداتها، وخاصة السعودية، مشيرة إلى الإمكانيات الواعدة التي يتيحها صندوق الاستثمارات العامة السعودي من خلال حزمة المشروعات الضخمة التي سينفّذها في الفترة المقبلة، التي ستنعكس على السعودية ودول المنطقة.
وأشارت إلى أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إذ تعمل السعودية منذ فترة على تسهيل ممارسة الأعمال، من خلال تعديل القوانين وتسهيل الإجراءات.
وقالت، إنَّ "العام الجاري شهد زيادة في عدد المستثمرين في السوق السعودي، وهذا يشجعنا على المزيد من التحسين والتطوير".
الاستثمار في التقنية والتحول الرقمي
قالت السحيمي، إنَّ "تداول" تستثمر في المرحلة الحالية من أجل تعزيز قدراتها التقنية، والتكنولوجية، والاهتمام بالحوكمة، ومعايير الاستدامة البيئية.
وأضافت أنَّ الكثير من الشركات أدركت في الوقت الحالي أهمية التحوُّل الرقمي، والتكنولوجيا، وذلك لأنَّ "الشركات الأكثر امتلاكاً لهذه الأدوات التكنولوجية، والقادرة على بيع منتجاتها عبر الإنترنت، هي التي استطاعت تأمين نفسها إلى حدٍّ ما من تداعيات كورونا".
وقال فردريك أويا، الرئيس التنفيذي لبنك سوستيه جنرال، إنَّ أزمة كورونا سرَّعت الاتجاه نحو التحوُّل الرقمي، وسلَّطت الضوء على أهمية الاستدامة البيئية، والحوكمة، ودعم المشروعات الخضراء.
وأضاف أنَّ "الكثير من الناس حول العالم استخدموا الوسائل التكنولوجية بشكل أكبر من أجل الحصول على المعلومات، والتواصل مع مصارفهم، وهذا الأمر سوف يستمر في الفترة المقبلة".
وقال إنَّ أزمة كورونا أكَّدت على أهمية التعاون والتعاضد بين البنوك والحكومة والبنوك المركزية من أجل المساعدة في تجاوز هذه الظروف الصعبة.
وأشار أجايبال سينج بانجا، الرئيس التنفيذي لشركة "ماستركارد" في أمريكا، إلى أنَّ كورونا كانت لها تأثير على جميع اقتصادات العالم، وأنَّ بعضها تأثَّر بشكل كبير، والآخر تأثَّر بشكل أقل، وأنَّ الوظائف وفرص العمل تأثرت أيضاً بسبب الجائحة.
