تجري "سبيس إكس" (SpaceX) محادثات لبيع أسهم داخلية في صفقة تقدر قيمة صانعة الصواريخ والأقمار الصناعية عند حوالي 350 مليار دولار، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، وهي قفزة هائلة تسلط الضوء على مكاسب إمبراطورية أعمال إيلون ماسك بعد الانتخابات.
هذا التقييم يرتفع بقوة عن التقييم الذي تمت دراسته سابقاً والبالغ 255 مليار دولار، وفق ما أوردته بلومبرغ ووسائل إعلام أخرى الشهر الماضي فقط. وتجدر الإشارة إلى أن تقييم "سبيس إكس" بلغ نحو 210 مليارات دولار في عرض بيع حصص في وقت سابق من هذا العام.
وأوضح الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث علناً، إن المحادثات الحالية ماتزال مستمرة، كما أنه يمكن أن تتغير التفاصيل اعتماداً على اهتمام المشترين والبائعين من الشركة نفسها. ولم تستجب "سبيس إكس"، لطلب التعليق.
ومن شأن الصفقة المحتملة أن تعزز مكانة "سبيس إكس" باعتبارها الشركة الناشئة الخاصة الأكثر قيمة في العالم، لتنافس بذلك القيمة السوقية لبعض أكبر الشركات العامة. "سبيس إكس" رسخت موقعها كواحدة من الشركات الرائدة في مجال إطلاق الصواريخ، والأقمار الصناعية والبضائع والأشخاص إلى الفضاء لوكالة "ناسا" والبنتاغون والشركاء التجاريين، كما تعمل على بناء شبكة كبيرة من أقمار "ستارلينك" الصناعية التي توفر خدمة الإنترنت.
مكاسب أعمال "ماسك" بعد انتخاب ترمب
أعمال إيلون ماسك تلقت دفعة هائلة منذ الانتخابات الأميركية، حيث يسعى المستثمرون للاستفادة من علاقات الملياردير الوطيدة مع الرئيس المنتخب دونالد ترمب. ارتفع سعر سهم شركة صناعة السيارات الكهربائية "تسلا"، وهي شركة ماسك الوحيدة المتداولة بالبورصة، بنحو 40% منذ 5 نوفمبر، بينما صعدت ثروته الخاصة إلى حوالي 353 مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
عرض بيع الأسهم، أو الطرح الثانوي، الذي يبيع خلاله الموظفون وبعض المساهمين الأوائل الأسهم، يوفر للمستثمرين في الشركات المملوكة لعدد قليل من المساهمين مثل "سبيس إكس" وسيلة لجمع السيولة.
تعمل "سبيس إكس" على تسريع عملية تطوير صاروخها الضخم "ستارشيب مون" وصاروخ "مارس" -وهو أكبر وأقوى صاروخ تم تطويره على الإطلاق- كما إنها تهيمن بالفعل على سوق خدمات الإطلاق التجاري في الفضاء مع عائلة طرازات "فالكون"، حيث ترسل البضائع والأشخاص إلى المدار.
ظهرت علاقة ماسك القوية مع ترمب الشهر الماضي عندما حضر الرئيس الجديد إطلاق اختبار المركبة الفضائية في تكساس. كان الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس" عنصراً أساسياً في مسيرات حملة ترمب، كما ساهم بملايين الدولارات في حملته. ومن جهة أخرى، عيّن ترمب ماسك لقيادة وزارة الكفاءة الحكومية المستحدثة، وهو الكيان الذي سيوصي بتخفيض الإنفاق الفيدرالي، جنباً إلى جنب مع المرشح الرئاسي الجمهوري السابق فيفيك راماسوامي.