تشهد سوق الأسهم السعودية هذا الأسبوع زخماً في الأحداث والتداولات وسط عمليات تركز من جانب المستثمرين والمضاربين في قطاعات معينة، وتحسن في شهية المخاطرة.
وهذا الأسبوع هو الأخير للأسواق العالمية والسوق المالية السعودية للمراهنة على قرار الفيدرالي الأميركي المتعلق بأسعار الفائدة. سيعقد مسؤولو البنك المركزي الأميركي، اجتماعهم الأخير بشأن السياسة النقدية خلال 2024 الأسبوع المقبل، وسط توقعات بخفض الفائدة للمرة الثالثة على التوالي، مدعوماً ببيانات الوظائف الصادرة الأسبوع الماضي.
التفاؤل بتفادي سيناريو الركود، ومواصلة خفض الفائدة ستؤكدها بيانات التضخم المقرر صدورها الأسبوع الجاري، وستظهر انعكاسات البيانات مبكراً على أسواق الأسهم. يتوقع إبراهيم الهندي، الباحث الاقتصادي في مركز أبحاث الأسواق العربية، أن تواصل الأسهم السعودية حالة الزخم رغم سيطرة الحركة العرضية حتى نهاية العام.
الزخم الحاصل في السوق السعودية مؤخراً، يظهر في عمليات التركز من جانب المستثمرين والمضاربين في قطاعات بعينها، وفق الهندي. وقال: "يوجد يقين لدى المتداولين بكفاءة السوق، واحتماليات عالية لارتفاعه، ولكن عمليات التمركز ستشهد ازدياداً ونشاطاً في الإقبال على الأسهم وزيادة في عمق السوق وزيادة في السيولة."
قطاع الرعاية الصحية، لا تزال أمامه فرص أكبر للصعود، وفق محمد زيدان، محلل "الشرق". وقال "متوسط توقعات المحللين للاثني عشر شهراً المقبلة، تشير إلى احتمالية صعود معظم أسهم القطاع بأكثر من 100%".
مؤشر قطاع الرعاية الصحية في تداول اقترب من محو خسائره منذ بداية العام، ويتوقع "الهندي"، استمرار الارتفاعات مع تدفقات السيولة الجديدة التي حفزتها الاكتتابات العامة الأولية خلال النصف الثاني من العام الجاري، وتأثير خصخصة القطاع الصحي على نتائج أعمال الشركات مستقبلاً".
الاندماج والتخارج
سيستمر السوق في متابعة أداء أسهم قطاع التأمين، وسط توقعات بصفقات دمج واستحواذ من جانب عدد من الشركات خلال 2025، كما سيكون لسهم شركة "الإعادة السعودية" نصيب من الزخم، بعد موافقة هيئة السوق المالية الأسبوع الماضي على زيادة رأس المال عبر طرح أسهم مخصص لصندوق الاستثمارات العامة، والذي سيحصل على 23% تقريباً من رأس المال بعد الزيادة.
دخول الصندوق السيادي السعودي كأكبر مساهم في الشركة بعد زيادة رأس المال، سيعزز من الجدارة الائتمانية، ويوفر التمويل اللازم للشركة لدعم الملاءة المالية، ويفتح آفاقاً أكبر للتوسع خارجياً، بحسب نشرة الإصدار.
يتداول سهم "الإعادة السعودية" بالقرب من أعلى مستوياته تاريخياً بعدما ارتفع 153% منذ بداية العام.
صفقة تخارج صافولا من المراعي
وعلى النقيض سيكون قطاع الأغذية تحت المجهر خلال الأسبوع الجاري بقيادة سهمي "المراعي"، و"صافولا"، حيث تنتهي فترة اعتراض الدائنين على صفقة تخارج "صافولا" من حصتها في "المراعي" يوم الخميس المقبل.
الصفقة ستنتظر قرار الجمعية العامة غير العادية لمساهمي "صافولا" يوم الجمعة المقبل، إلا أن الاقتراب من موعد الحسم قد يلقي بظلاله على تحركات أسهم الشركتين خلال الأسبوع الجاري.
أحمد الرشيد، محلل مالي أول في صحيفة الاقتصادية، يرى تحسناً في شهية المخاطرة من جانب المتعاملين في السوق، إلا أنه لا يزال مصحوباً بالحذر. وقال "على الرغم من تسجيل السوق أفضل أداء أسبوعي منذ سبتمبر الماضي، إلا أن الارتفاعات الكبيرة جاءت في جلسات مزاد الإغلاق طوال الأسبوع".
ويتوقع أن يتجه السوق صوب مستويات 12000 إلى 12200 نقطة مع بداية العام الجديد، وسيعتمد ذلك على تحرك قطاعات جديدة إيجابياً بخلاف قطاع البنوك خلال الفترة القليلة المقبلة.
قطاع البتروكيماويات، أحد أكبر قطاعات السوق السعودية الذي ينتظر تحسناً في أسعار المنتجات وزيادة الطلب، فضلاً عن قطاع الطاقة وقرارات تحالف "أوبك+" مستقبلاً، وفق الرشيد. يذكر أن التحالف قرر الخميس الماضي تمديد خفض الإنتاج الطوعي حتى شهر أبريل المقبل.
اكتتابات جديدة
وعلى جانب الإدراجات الجديدة، سيكون السوق على موعد مع بدء تداول أسهم "بنان العقارية"، و"جاهز" في السوق الرئيسية الأسبوع الجاري بعد انتقالهما من سوق نمو.
ستعلن كل من شركة "الموسى الصحية" و"نايس وان" السعر النهائي للطرح العام الأولي، بعد انتهاء عملية بناء سجل الأوامر.