ارتفعت الأسهم الآسيوية، بينما افتتحت أسواق العملات يوم الخميس تعاملاتها بحالة من الهدوء النسبي مع استيعاب المتداولين لتأثيرات الأزمات السياسية في فرنسا وكوريا الجنوبية.
صعدت الأسهم في اليابان وأستراليا، بينما تراجعت في كوريا الجنوبية، حيث سعى حزب المعارضة إلى عزل الرئيس يون سوك يول بعد أن فرض الأحكام العرفية لفترة وجيزة. في حين انخفضت الأسهم في هونغ كونغ، ظلت الأسهم في الصين مستقرة إلى حد كبير.
كانت هناك نظرة إيجابية عامة على مستوى العالم، مدفوعة بتصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وارتفاع أسهم التكنولوجيا الأميركية، بعدما تجاوزت حالة عدم اليقين الناتجة عن عدم الاستقرار السياسي في كوريا الجنوبية وفرنسا. وتراجعت العقود الأميركية بعد المكاسب التي حققها مؤشرا "إس آند بي 500"، و"ناسداك 100" الذي يضم شركات التكنولوجيا، مما دفع مؤشر الأسهم العالمي إلى مستوى قياسي جديد.
تعزز الين في وقت مبكر من يوم الخميس ليتم تداوله عند حوالي 150 يناً للدولار. وانخفضت التوقعات بشأن رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة هذا الشهر بعد تقرير إعلامي محلي أثار الشكوك حول إمكانية حدوث زيادة. كما تراجع الوون الكوري الجنوبي، حيث دعا صناع القرار إلى التزام الهدوء في الأسواق المالية بعد يوم من إعلان الأحكام العرفية الذي أثار صدمة في البلاد.
تصريحات جيروم باول
قال بارك سيوك جيل، كبير الاقتصاديين في "جي بي مورغان" بكوريا، لتلفزيون "بلومبرغ": "هذا النوع من الضجيج السياسي يصعب التنبؤ به". وأضاف أن الميزانية الكورية، التي برزت كعقبة رئيسية خلال الأسبوع المضطرب، "سيتم تمريرها في النهاية، لكنها قد تشكل عبئاً على المدى القريب".
تراجعت عوائد السندات الأسترالية صباح الخميس، بينما ارتفعت عوائد الديون النيوزيلندية وسندات الخزانة الأميركية بشكل طفيف. وظل مؤشر الدولار مستقراً.
جاءت هذه التحركات بالتزامن مع تصريحات لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، خلال قمة "ديل بوك" التي نظمتها صحيفة نيويورك تايمز، بنويويورك، والتي قال فيها إن الاقتصاد الأميركي "في حالة جيدة بشكل استثنائي"، وإن المخاطر السلبية في سوق العمل قد تراجعت. وأضاف أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يمكنهم اتخاذ نهج حذر أثناء خفض معدلات الفائدة نحو المستوى المحايد، وهو المستوى الذي لا يحفز الاقتصاد ولا يعوقه.
قلق في فرنسا
واجه اليورو رياحاً معاكسة إضافية بسبب خلاف حول ميزانية العام المقبل في باريس. وصوتت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان وتحالف يساري ضد إدارة رئيس الوزراء ميشيل بارنييه، مما أدى إلى تعكير الأجواء بالنسبة للمستثمرين. ومع ذلك، كانت الأسواق أخذت في اعتبارها إلى حد كبير هذا الاحتمال قبل إغلاق التداول المنتظم.
لم تغيّر تصريحات باول كثيراً من التوقعات التي تعكسها الأسواق، والتي تفيد بأن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة مجدداً في اجتماعه المرتقب لاحقاً هذا الشهر.
قال كريشنا جوها من شركة "إيفركور" (Evercore): "نرى هذه التصريحات بأنها تميل إلى التشدد قليلاً، لكنها بعيدة تماما عن تحدي الثقة المتزايدة في السوق بأن خفض ديسمبر هو الاحتمال الأساسي، وهو ما كنا نراه طوال الوقت".
أظهر أحد المؤشرات المفضلة لدى باول حول الاقتصاد، المعروف باسم "بيج بوك"، أن النشاط الاقتصادي زاد بشكل طفيف في نوفمبر، وأن الشركات أصبحت أكثر تفاؤلاً بشأن آفاق الطلب.
وفي سوق السلع، استقرت أسعار النفط بعد تراجع، مع ترقب المتداولين لاجتماع "أوبك+" يوم الخميس. أما الذهب فظل مستقراً.