دعا دونالد ترمب إلى تخفيف عقوبة روس أولبريخت، مؤسس سوق "سيلك رود" (Silk Road ) المظلمة عبر الإنترنت، في محاولة لتقديم نفسه كمرشح مؤيد للعملات المشفرة للناخبين التحرريين.
ويقضي أولبريخت، البالغ من العمر 40 عاماً، حكماً بالسجن مدى الحياة بعد إدانته في 2015 بإدارة "سيلك رود"، حيث استخدم العملاء "بتكوين" وغيرها من العملات الافتراضية لشراء مخدرات غير مشروعة وأدوات قرصنة، من 2011 إلى أكتوبر 2013.
محاولة توسيع قاعدة الناخبين
قال الرئيس الأميركي السابق في خطاب ألقاه أمس السبت في مؤتمر الحزب الليبرتاري (التحرري): "إذا منحتموني أصواتكم، سأخفف في اليوم الأول عقوبة روس أولبريخت. لقد قضى بالفعل 11 عاماً (في السجن). سوف نعيده إلى المنزل".
يعكس الخطاب أحدث جهود الرئيس السابق لتوسيع قاعدة دعمه قبل خوضه انتخابات الرئاسة مجدداً أمام الرئيس جو بايدن في نوفمبر، وتحييد التهديد من أشخاص من أحزاب ثالثة أو مستقلين. طلب ترمب من الليبرتاريين دعمه، وتعهد بتعيين أعضاء من الحزب في حكومته والمناصب الإدارية العليا الأخرى.
اقرأ أيضاً: مصادرة عملات مشفرة بقيمة 3 مليارات دولار من محتال "سيلك رود"
قد تؤدي الدعوة إلى تخفيف عقوبة أولبريخت كذلك إلى كسب حظوة لدى لجان العمل السياسي المؤيدة للعملات المشفرة، والتي تجمع ملايين الدولارات للمساعدة في انتخاب المرشحين الذين يدعمون العملات الرقمية.
وينظر العديد من أعضاء الحزب الليبرتاري إلى أولبريخت على أنه "شهيد"، وقد حمل العديد منهم لافتات كتب عليها "أطلقوا سراح روس" في المؤتمر الذي عقد في فندق "هيلتون" بواشنطن.
ويسعى ترمب على نحو متزايد إلى تبني سياسات مؤيدة للعملات المشفرة. وكان قد نشر أمس السبت أيضاً على وسائل التواصل الاجتماعي أنه "إيجابي للغاية ومنفتح على شركات العملات المشفرة، وكل الأمور المتعلقة بهذه الصناعة الجديدة والمزدهرة". وأضاف أن الولايات المتحدة يجب أن تكون رائدة في هذا المجال.
مرشح العملات المشفرة
لم يؤيد ترمب علناً خطةً للعملات المشفرة. ومع ذلك، دعا رجل الأعمال فيفيك راماسوامي، الذي يعتزم ترمب إسناد منصب إداري رفيع له إذا فاز في الانتخابات، إلى تحرير الصناعة من قيود الإجراءات التنظيمية، وهو الموقف الذي يجعله بعيداً إلى حد بعيد عن زملائه الجمهوريين والديمقراطيين، خاصة في أعقاب انهيار إمبراطورية العملات المشفرة "إف تي إكس"، مما أدى إلى إدانة مؤسسها سام بانكمان فريد بالاحتيال. ودعا أعضاء من كلا الحزبين السياسيين إلى مزيد من الرقابة على الصناعة لحماية المستهلكين.
اقرأ أيضاً: تحركات ترمب في سوق العملات المشفرة لم تعد سرية
وخطاب ترمب، المرشح الجمهوري المفترض، في مؤتمر حزب آخر خطوة غير عادية، نظراً لأن الليبرتاريين يخططون للدفع بمرشح للرئاسة وآخر لمنصب نائب الرئيس. وقال المتحدث باسم الحزب بريان ماكويليامز إن الليبرتاريين لا يعتزمون تأييد ترمب أو الشراكة معه. وتجاوب الجمهور بمزيج من صيحات الاستهجان والاستحسان.
ومع ذلك، يتودد ترمب إلى الليبرتاريين، إذ قال الأسبوع قبل الماضي إنه من المهم الحصول على دعمهم "لأنهم يحصلون على نسبة 3% كل عام بغض النظر عمن يترشح، ويتعين علينا أن نحصل على هذه النسبة".
وقال أحد كبار مستشاري حملته إن الحملة تدرك تماماً أنه سيكون هناك أشخاص من بين الجمهور ليسوا من أنصار ترمب، لكنهم يدركون أنهم بحاجة للذهاب إلى أماكن لا يذهب إليها المرشحون الجمهوريون عادةً من أجل الفوز.
فيض من المشكلات القانونية
يأتي خطاب ترمب غداة إلقاء روبرت إف كينيدي جونيور، الذي يترشح مستقلاً، كلمة أمام المؤتمر أيضاً. وتهدد محاولة كينيدي، الذي تأهل بالفعل للاقتراع في بعض الولايات، بما في ذلك ميشيغان، بسحب الأصوات من مرشحي الحزبين الرئيسيين.
واستهدف ترمب كينيدي بشكل متزايد، حتى أنه تساءل عما إذا كان المتشكك القديم في لقاحات فيروس كورونا صادقاً في آرائه، مما سلط الضوء على المخاوف بشأن خسارة الناخبين لصالح المرشح المستقل.
اقرأ أيضاً: كيف تؤثر مشكلات ترمب القانونية على ترشحه للرئاسة في 2024؟
وعلى الرغم من انشغال ترمب إلى حد بعيد بأول محاكمة جنائية له تتعلق بدفع أموال لشراء صمت ممثلة إباحية عن علاقة جنسية مزعومة معه، أظهر استطلاع أجرته "بلومبرغ نيوز" و"مورنينغ كونسلت" في مايو أنه يتقدم على بايدن بين الناخبين عبر سبع ولايات متأرجحة بنسبة 48 إلى 44%.
ومن الممكن أن تصدر هيئة المحلفين حكماً في محاكمة شراء صمت الممثلة ستورمي دانيالز في وقت قريب ربما الأسبوع الجاري، مما قد يعيد ترمب إلى ساحات القضاء.