تواجه اقتصادات الأسواق الصاعدة انتكاسات قد تعرض النمو العالمي والاستقرار الاقتصادي الكلي المالي للخطر وهو ما يستدعي تعاوناً دولياً قوياً، بحسب بيان مشترك صادر عن كريستالينا غورغييفا، المديرة العامة لـصندوق النقد الدولي، ومحمد الجدعان، وزير المالية في المملكة العربية السعودية.
ذكر البيان أن "العالم يواجه صدمات أعمق وأكثر تواتراً، بما فيها تلك الناجمة عن الصراعات والتشرذم الجغرافي-الاقتصادي والجوائح وتغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي وفجوة التكنولوجيا الرقمية"، منبّهاً إلى أن "عدم معالجة هذه الصدمات بشكل كافٍ، سوف يشكل مخاطر تهدد أوجه التحسن في مستويات المعيشة التي حققتها اقتصادات الأسواق الصاعدة بجهود مُضنية".
لمعالجة هذه التحديات، اتفق النقد الدولي والسعودية على تنظيم مؤتمر سنوي لصناع القرار بمدينة العُلا في المملكة لبحث التحديات التي تواجه اقتصادات الأسواق الصاعدة والفرص المتاحة أمامها، وذلك خلال الفترة من 16-17 فبراير من العام المقبل، بحضور وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزي وصناع السياسات وقادة من القطاعين العام والخاص في الأسواق الصاعدة.
التعاون الدولي القوي
يُراد من المؤتمر أن "يشكل منبراً لتبادل الآراء حول التطورات الاقتصادية المحلية والإقليمية والعالمية ومناقشة السياسات والإصلاحات الرامية إلى حفز الرخاء الشامل وبناء القدرة على الصمود بدعم من التعاون الدولي القوي"، وفق البيان المشترك.
يأتي قرار تنظيم مؤتمرات سنوية مشتركة بين الصندوق والسعودية، بعد شهور من افتتاح مقر إقليمي في الرياض للمؤسسة الدولية.
يشغل وزير المالية السعودي حالياً منصباً رفيعاً في صندوق النقد الدولي فهو رئيس اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية. وفي تصريحات أدلى بها الشهر الماضي بمشاركة مديرة الصندوق حول عمل هذه اللجنة شدد على أهمية مواجهة عدم تكافؤ النمو بين الدول، مشيراً إلى مخاطر الدين العام الذي بلغ مستويات قياسية.
يقود الجدعان مساعي لتعمل اللجنة على تكثيف الجهود الإصلاحية للانتقال من مسار النمو المنخفض والدين المرتفع، ووجه دعوته أيضاً لدعم الدول التي تواجه مشكلات بالسيولة. ولفت إلى أنه ينبغي على سياسة المالية العامة أن تركز على توحيد الأوضاع المالية، حيثما لزم الأمر، لضمان القدرة على تحمل الديون وإعادة بناء هوامش الأمان.
خلال كلمة بمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن في أكتوبر أكد الوزير السعودي على ضرورة عزل مؤسسات التمويل الدولية عن السياسة، وقال: "إننا نشهد حالياً عدم استقرار سياسي واقتصادي على المستويين الإقليمي والعالمي"، لكنه أكد أنه متفائل بالوصول قريباً إلى طريق للعودة إلى تحقيق التعاون بين دول العالم، رغم الاضطرابات. واعتبر أن الدول تجد صعوبة بالغة في تحقيق النجاح إذا كانت محاطة بدول "فاشلة" أو دول ذات آفاق نمو ضعيفة للغاية.