أثارت الاستقالة المفاجئة، التي قدَّمها (براءت ألبيرق )وزير المالية والخزانة التركي، وصهر الرئيس رجب طيب أردوغان، جدلاً واسعاً في الأوساط المالية والسياسية التركية، خاصة في ظل المصاعب التي يواجهها الاقتصاد المحلي، والخسائر الحادة لسعر العملة التركية.
وقال الرئيس (أردوغان)، في تصريحات اليوم الثلاثاء، "إنَّ بلاده في "كفاح تاريخي" في مواجهة أولئك الساعين لحصار البلاد في فخِّ ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم، وأسعار الصرف،" وجاء ذلك بعد يوم من إقالته لوزير المالية.
وأكَّد خلال مناسبة إحياء ذكرى (مصطفى كمال أتاتورك )مؤسس تركيا الحديثة، أنَّ البلد سيتغلَّب على العراقيل السياسية لمواصلة العمل على تحسين النمو الاقتصادي، والتوظيف، والصادرات.
سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة التركية
غضب أعضاء بالحزب الحاكم
و أصابت استقالة (ألبيرق)، الذي يتولى واحداً من أقوى المناصب الوزارية، الحكومة بالصدمة، وأغضبت بعض أعضاء الحزب الحاكم الذين يقولون: "إنَّ طبيعة رحيله تضر بالرئيس أردوغان".
وأشرف وزير المالية والخزانة المستقيل (براءت ألبيرق) على السياسة الاقتصادية خلال عامين مضطربين، عانت خلالهما تركيا من ركود اقتصادي وجائحة كوفيد-19، وخسارة الليرة 45 % من قيمتها مقابل الدولار منذ مطلع العام الحالي 2020.
واعتقد كثيرون في تركيا، ومنهم مسؤولون في حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، أنَّ الرئيس كان يعدُّ ألبيرق (يبلغ من العمر 42 عاماً، وهو رجل أعمال
سابق ) لزعامة الحزب مستقبلاً ،وربما لخلافته في الرئاسة.
وقال (ألبيرق) في بيان استقالة غير معتاد نشر على إنستجرام يوم الأحد الماضي، "إنَّه يتنحى عن منصبه، وذلك بعد يوم من عزل أردوغان محافظ البنك المركزي، وتجاهل المرشَّح الذي يفضِّله (ألبيرق )على حدِّ قول بعض المسؤولين.
استقالة لأسباب صحية!
وقالت الرسالة التي لم يوجهها لأردوغان، وخصَّها للشعب فقط : " إنَّه استقال لأسباب صحية، فيما قال مسؤولون في الرئاسة "إنَّهم حاولوا دون جدوى الوصول إليه لاستيضاح الأمر ".
واستغرقت الحكومة أكثر من 24 ساعة قبل أن ترد ببيان مقتضب من الرئاسة ذكر فيه أنَّ (أردوغان) قبل الاستقالة.
وكانت تركيا قد عيَّنت مساء أمس الإثنين نائب رئيس الوزراء السابق (لطفي
علوان ) في منصب وزير الخزانة والمالية.
وقال حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب المعارضة الرئيسي" إنَّ استقالة (ألبيرق) عبر وسائل التواصل الاجتماعي غير مسبوقة، وترقى إلى حدٍّ "أزمة في الدولة"، كما أبدى بعض أعضاء في حزب أردوغان انزعاجه من ذلك بحسب وكالة رويترز.
وأكَّد مسؤول في الحزب الحاكم، أنَّ الاستقالة على هذا النحو تسببت في ضرر جسيم لأردوغان والحزب، مشيراً إلى مضمون رسالة (ألبيرق)، وتأييد (أردوغان) السابق له.
وتأتي استقالة (ألبيرق) بعد يوم من إقالة محافظ البنك المركزي (مراد أويسال)، وهو أمر قد ينذر بحدوث اضطرابات سياسية واقتصادية جديدة في دولة تواجه انهياراً في سعر عملتها فعلياً .
ويتولى (ألبيرق)، (42 عاماً)، حقائب وزارية منذ خمس 5 سنوات تقريباً، فقد شغل منصب وزير المالية منذ عام 2018، وكان قبلها قد شغل منصب وزير الطاقة بين 2015 و2018.
و(ألبيرق)، هو صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومتزوج من الابنة الكبرى لأردوغان إسراء،
وياتي إعلان استقالة البيرق، بعد يوم من قيام الرئيس أردوغان بإقالة محافظ البنك المركزي مراد أويسال، وتعيين وزير المالية السابق ناجي أغبال، الذي يعدُّ من المنتقدين لسياسة (ألبيرق) الاقتصادية.