يحظى ارتفاع سعر بتكوين باهتمام متزايد والذي يعود جزئياً إلى أن بعض المستثمرين يعتبرون هذا الصعود إشارة إلى أن الأسواق تتوقع فوز المرشح الجمهوري المؤيد للعملات المشفرة دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وارتفع سعر العملة المشفرة بحوالي 13% خلال الأيام السبعة الماضية، متفوقةً بشكل كبير على مؤشر الأسهم العالمي والذهب. وأشار الملياردير ستان دروكنميلر إلى العملات المشفرة كأحد المؤشرات التي تدل على أن الأسواق تأخذ في الحسبان فوز الرئيس السابق في الانتخابات.
تعهد ترمب بجعل الولايات المتحدة عاصمة العملات المشفرة على مستوى العالم، بينما يتنافس على الأصوات في سباق متقارب مع منافسته الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس. وأدى دعمه لهذا القطاع إلى تصنيف بتكوين على أنها "تجارة ترمب"، وهي إحدى الرهانات التي تعتمد على عودته إلى البيت الأبيض.
وجاء تقدم بتكوين بالتزامن مع تغييرات في أسواق التوقعات، وهي منصات مثيرة للجدل ذات قيمة معلوماتية مشكوك فيها حيث يمكن للمتداولين الرهان على نتائج الانتخابات. ارتفعت احتمالات فوز ترمب على منصة "بوليماركت" (Polymarket) إلى 58%، في حين انخفضت احتمالات هاريس إلى 41%. أما في منصة "بريديكت إت" (PredictIt)، فبلغت احتمالات فوز ترمب 54% مقارنة بـ49% لهاريس.
التدفقات في صناديق المؤشرات المتداولة
قالت أريسا تويوساكي، الشريكة المؤسسة لمزود خدمات مشتقات العملات المشفرة "سيغا" (Cega): "الإثارة في أسواق التوقعات تؤدي إلى مستويات عالية من التقلب الضمني، وارتفاع في أسعار بتكوين الفورية". كما أن "التدفقات الكبيرة الأخيرة إلى صناديق المؤشرات المتداولة لبتكوين تغذي أيضاً هذا الارتفاع".
بلغت التدفقات الصافية إلى مجموعة من 12 صندوق مؤشرات متداولة لبتكوين في الولايات المتحدة أكثر من 1.6 مليار دولار منذ 11 أكتوبر. واستقر سعر العملة عند حوالي 67260 دولاراً في الساعة 12:58 ظهراً يوم الخميس في سنغافورة، مقارنةً بالرقم القياسي في مارس البالغ 73798 دولار.
على الرغم من تحرك أسواق التنبؤات لصالح ترمب، فإن الفارق في معظم استطلاعات الرأي لا يزال ضمن هامش الخطأ مع أقل من ثلاثة أسابيع على يوم الانتخابات. وتتقدم هاريس على ترمب بحوالي 1.6 نقطة مئوية في متوسط استطلاعات الرأي الوطنية التي تجريها "ريل كلير بوليتكس". يتصدر ترمب بفارق أقل من نقطة مئوية واحدة في الاستطلاعات المكافئة في الولايات الحاسمة.
موقف هاريس
تبنت هاريس موقفاً دقيقاً بشأن العملات المشفرة، متعهدةً بدعم إطار تنظيمي للأصول الرقمية، وكذلك نمو الصناعة وفق ضمانات مناسبة. أدى موقفها إلى موجة من التفاؤل بين المتداولين بالعملات المشفرة، حيث يتناقض ذلك مع حملة الملاحقة في عهد إدارة بايدن.
ميلتم ديميرورز، الشريكة العامة في "كروسيبل كابيتال" (Crucible Capital) صرح عبر تليفزيون "بلومبرغ": "ظهور العملات المشفرة كقضية انتخابية يجذب الكثير من الاهتمام إلى بتكوين وفئة الأصول المشفرة بشكل أوسع، وهذا الاهتمام يتحول إلى معنويات، وكما نعلم، فإن المعنويات تقود إلى التدفقات".
شكّل دعم ترمب لهذا القطاع تحولاً كبيراً، بعد أن وصفه سابقاً بأنه "احتيال". أصبحت شركات الأصول الرقمية لاعبين مؤثرين في الانتخابات من خلال التبرعات الكبيرة للجان العمل السياسي في سعيها للحصول على قواعد أكثر دعماً.
في مقابلة عبر تلفزيون "بلومبرغ" يوم الأربعاء، قال دروكنميلر إن السوق خلال الأيام الـ12 الماضية "كانت مقتنعة للغاية" بفوز ترمب. و"يمكنك رؤية ذلك في أسهم البنوك، ويمكنك رؤيته في العملات المشفرة".