الشرق
يرتقب أن تبلغ القيمة السوقية لشركة "رسن" لتقنية المعلومات نحو 750 مليون دولار عند بدء تداولها لأول مرة بعد الطرح في سوق الأسهم السعودية، ما يجعلها واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حال بيع السهم عند النطاق السعري الأعلى من التقييم، بحسب تقديرات شركة "ماغنيت" للأبحاث.
قالت الشركة مطلع الشهر الجاري إنها تعتزم طرح 22.74 مليون سهم، ومنها 5.3 مليون سهم جديد، وسيتم تخصيص 10% من إجمالي الطرح للمكتتبين الأفراد، وفق بيان صحفي حينذاك. حددت الشركة التي تأسست عام 2016، وتعمل في قطاعي التقنية المالية والتقنية التأمينية، النطاق السعري للاكتتاب في طرحها العام في السوق الرئيسية بين 35 و37 ريالاً للسهم.
تشمل محفظة المجموعة في قطاع التقنية التأمينية، شركة "تأميني" التي تقدم خدمات وساطة التأمين الإلكتروني للمركبات، والتأمين الطبي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، والسفر، والأخطاء الطبية. أما في مجال التقنية المالية، فتضم محفظة المجموعة شركة "تريزا" المتخصصة في تقديم خدمات إدارة وثائق التأمين لشركات التأجير والبنوك، وشركة "أول مزاد" لمزادات المركبات عبر الإنترنت، بالإضافة إلى حلول "آر" التي تقدم أدوات ذكاء الأعمال ونماذج التسعير التنبئي لشركات التأمين وإدارة محافظ التأجير.
تنضم الشركة إلى فورة شركات التكنولوجيا المالية في المملكة، التي أوجدت كيانات كبرى أيضاً مثل "تابي" (Tabby) التي جمعت بنهاية العام الماضي 200 مليون دولار في جولة تمويل قدرت قيمة الشركة التي تعمل بنظام "اشتر الآن وادفع لاحقاً" بأكثر من 1.5 مليار دولار. كما تخطط شركة بيع مستحضرات التجميل بالتجزئة عبر الإنترنت "نايس ون" (Nice One) السعودية لطرح عام أولي لتنضم إلى عدد من شركات التكنولوجيا الناشئة في الشرق الأوسط التي تخطط لبيع جانب من أسهمها، وفق ما ذكرته بلومبرغ في وقت سابق.
"طلبات الإدراج تتجاوز 50 شركة"
تستعد أكثر من 10 شركات في السعودية لإجراء طرحها العام الأولي في سوق الأسهم، فيما قدمت أكثر من 50 شركة طلبات للإدراج، وفق محمد الرميح، المدير التنفيذي للسوق المالية السعودية (تداول) في مقابلة مع "بلومبرغ" الشهر الجاري.
وقال: "لدينا أكثر من 10 طروحات أولية حصلت على الموافقة، لكنها ما زالت في انتظار بناء سجل الأوامر والاتفاق مع مديري الأصول لتحديد موعدي الإدراج والطرح".
كانت سوق الاكتتابات العامة الأولية في المملكة نشطة على مدار العامين الماضيين، حيث أدى ارتفاع أسعار النفط وزيادة اهتمام المستثمرين الدوليين إلى دفع المعنويات الإيجابية حتى مع تراجع الطروحات عالمياً. وهيمنت المملكة على نشاط الاكتتابات بالربع الأخير من العام الماضي بـ14 إدراجاً من أصل 19 في المنطقة خلال تلك الفترة، وفق "إرنست ويونغ".
وشهدت منطقة الشرق الأوسط أيضاً بعض جولات التمويل المهمة رغم التراجع العالمي في صفقات رأس المال الاستثماري بسبب ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم المرتفع. وقالت شركة "تمارا" السعودية للتكنولوجيا المالية، في ديسمبر الماضي، إن تقييمها تجاوز مليار دولار في جولة تمويلها الأخيرة، وتدرس طرحاً عاماً أولياً في السنوات القليلة المقبلة.
وزاد حجم تمويل المشروعات في التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 58% على أساس سنوي إلى 925 مليون دولار في عام 2022. وجاء ذلك التمويل عبر 131 صفقة مقابل 124 صفقة في عام 2021. وزاد نصيب هذا القطاع من تمويل المشروعات من 21% في عام 2021 إلى 29% في عام 2022، وفق " صندوق النقد الدولي".